اعتلى خطيب أحد مساجد مدينة مصراتة الليبية المنبر ليلقي خطبة الجمعة، وبدلا من أن يدعو لتعزيز اللحمة الوطنية والأمن والاستقرار في بلاده الممزقة، والتي تعيث فيها فساداً الميليشيات الإرهابية من «الإخوان» و«داعش» و«القاعدة» وغيرها من الجماعات، دعا لتنفيذ عمليات «إرهابية» ضد المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر. ذلك هو ديدن أولئك «الإخوانجية» الذين لا ولاء أو انتماء وطنيَّا لهم سوى تلك البيعة والانصياع الأعمى للمرشد والجماعة المأفونة التي جعلت من بلد شقيق بحجم ومكانة ليبيا مسرحاً كبيراً لجرائمها، وحولتها إلى وكر لكل المارقين والمجرمين من أعضاء الجماعة الإرهابية الخربة الموالين للمرشد الذين فاقموا من معاناة المواطن الليبي التواق لحياة كريمة تليق به وببلاده. بل انطلقوا منها ليهددوا أمن واستقرار بلدان الجوار فقط لتنفيذ المخططات الإجرامية للجماعة الإرهابية.
الجماعة المارقة المأفونة يرتفع صراخها وعويلها اليوم بفعل الضربات المتلاحقة لأبطال الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي أخذ على عاتقه مهمة سحق الأفاعي وتطهير ليبيا من الجماعات الإرهابية المارقة واجتثاث شأفتهم مدعوماً بإرادة الليبيين الشرفاء الذين يرفضون لبلادهم التشرذم والتشظي، وأن تظل رهينة حكم الميليشيات المتصارعة التابعة للجماعات المتأسلمة المتاجرة بالدين والشعارات. والذين يرفضون تقسيم بلادهم وفق عصبيات قبلية ومصالح فئوية وجماعات إرهابية توظف ثروات البلاد لتحقيق أوهامهم في بناء دولة «الخلافة» المزعومة.
ومع تقدم الجيش الليبي نحو أوكار الجماعات الإرهابية في العاصمة طرابلس نتابع الصدمة والعويل والنحيب التي تعيشها أبواق ومنصات الدجل والتضليل والتحريض التابعة لتنظيم الحمدين، وتلك الممولة من قطر لأن الخط واحد والهدف واحد، هو نشر المزيد من الفوضى والخراب في أوسع بقعة ممكنة من عالمنا العربي والإسلامي لصالح الجماعة الإرهابية، وقد كشفت الأحداث حجم الدور التخريبي للتنظيم وهو يغدق بالسلاح والمال على الميليشيات الإرهابية في ليبيا.
ومع الأحداث الجارية في الشقيقة ليبيا شهدنا الموقف المتذبذب للأمم المتحدة، والذي يساوي بين ميليشيات إرهابية وجيش وطني يخوض معركة وطنية لتخليص بلاده من عصابات إجرامية إرهابية، مما يلقي بظلال من الشك حول دور المنظمة الدولية في مثل هذه الساحات، وهو ذات الموقف الذي ظهر منها في التعامل مع الميليشيات الحوثية الإيرانية وهي تنقض العهود غير ملتزمة باتفاق استوكهولم مع اقتراب الجيش والمقاومة اليمنية المدعومين من التحالف العربي لحسم أمر مدينة الحديدة عسكرياً.