أن تفوز.. هذا يكفي.. ربما يعنينا كيف أو بكم، ولكن ليس ذلك هو الأهم على الإطلاق، خاصة في بطولة كبيرة وطويلة النفس مثل كأس آسيا، وفكرة أنك تنشد الفوز مع غلة وفيرة من الأهداف هي فكرة ليست عملية ولا منطقية وأيضاً ليست منصفة، فأنت تفترض أن الأيام على حالها وأنك وحدك من يلعب ويحلم ويستحق.
من هنا، فإن الفوز الذي حققه «الأبيض» أمس الأول على الهند بهدفين نظيفين، هو فوز جاء في وقته، لأن الانتصارات لا يتوقف أثرها على النقاط الثلاث التي نحصدها منها، لكنها تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك.. تمضي بالفريق على الطريق.. تعزز الروح وتنعش الطموح، وبالطبع لا يمكن أن يفكر الفريق مدرباً ولاعبين كما يفكر ويتمنى الجمهور.. تفكير الجمهور أمنيات، لكن الملعب آليات وإمكانيات وخطط وتشكيلات، وما يعنيك في المدرج أن يفوز فريقك أكثر من «بكم أو كيف».
أقدر جملة الانتقادات التي صدرت من الجماهير وأقدر مخاوفها، لكن لا يمكن أن يكون ذلك ثمن الفوز.. عبر عن أمنياتك لكن لا تجعلها سهماً ينال من عزيمة جنودك.. تحدث عن مخاوفك لكن لا تكن أنت أيضاً أحد مصادر الخوف.
كتبت هنا قبل مباراتنا مع المنتخب الهندي، إنه يتطور وإن الهند التي ننشد تجاوزها بأكبر غلة من الأهداف سبق أن عبرتنا هي في بنجالور بتصفيات مونديال 2002، والهند هزمت تايلاند برباعية، وطموحها من البطولة لا يمكن أن يكون مجرد أمنية لدى لاعبيها ومدربها.. هي عمل، انتصرنا عليه نحن أيضاً بالعمل، ودارت ماكينات «الأبيض» وعرفنا الطريق إلى المرمى، وما زال لدينا المزيد.
تسجيل «الأبيض» لهدفيه عن طريق خلفان مبارك وعلي مبخوت قبل نهاية الشوط الأول بأربع دقائق، وقبل نهاية المباراة بدقيقتين، دليل على صعوبة المباراة، وعلى قوة المنافس، لكنه دليل أيضاً على قوة منتخبنا وضغطه المستمر لإحراز الأهداف، والتسجيل في مثل هذه الدقائق الصعبة يحسب للاعبينا جداً، ويؤكد أن ما لديهم أكثر مما رأيناه، وإذا أردت أن تعرف حقيقة المنتخب الهندي، وحقيقة ما قدم لاعبونا، فلا تمر مرور الكرام على نتيجة مواجهة البحرين مع تايلاند.. تايلاند التي خسرت من الهند برباعية، هزمت «الأحمر» البحريني وأحدثت دوياً في البطولة.. هذا الدوي كان له أثره حتى على الهند وأنت تواجهها.. لماذا لا تفعلها معك وأنت من تعادل مع البحرين.. المباريات ليست تسعين دقيقة، لكنها ساعات أخرى قبلها وربما أيام.
ما زال أمامنا الكثير، وبحسابات المجموعة ونتائجها، أن تحقق الفوز - مجرد الفوز- فهذا ليس بالأمر الهين، يكفي أن تنجو من المفاجآت، فبعض المباريات مثل «الكمين»، واسألوا البحرين.

كلمة أخيرة:
احتفل بالفوز.. كي يعرف أن لديك ما يستحق أن يأتي مجدداً لأجله