هناك رجال في هذه الدنيا لا يرحلون، حتى لو غابوا جسداً، والسبب أن بصماتهم وأعمالهم تتحدث نيابة عنهم، ولم يحدث أن أجمع العرب يوماً على محبة شخصية بعينها، مثلما فعلوا مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، حتى اقترن اسمه بالخير، فلا يأتي ذكره إلا بـ «زايد الخير».
المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أحب العرب وهم أحبوه، ولذلك لم يكن غريباً أن يطلق معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم اسم زايد على أول بطولة ينظمها في فترة رئاسته.. ويا لها من بطولة.
أبدأ من ختامها الذي تشرف برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعدد كبير من الشيوخ ورؤساء الاتحادات العربية، إضافة إلى جماهير غفيرة ملأت جنبات ملعب هزاع بن زايد، في المدينة التي أحبها الراحل الكبير، مدينة العين.
النهائي كان عبارة عن حفل رائع كل ما فيه جميل، حتى المباراة المثيرة التي لم يتم حسم اللقب فيها، حتى الوقت القاتل، ليكون حامل كأس زايد تونسياً، بعدما شارك الوطن العربي كله في البطولة، بدءاً بدور تمهيدي، شاهدنا فيه أندية من جزر القمر وموريتانيا والصومال، مروراً بكل اسم كبير عرفناه أو سمعنا به من الأهلي والزمالك المصريين، مروراً بالوداد والرجاء المغربيين، والمريخ والهلال السودانيين، ثم أهلي طرابلس الليبي، والنجمة اللبناني والقوة الجوية العراقي، والكويت والقادسية الكويتيين، والترجي والنجم الساحلي، والصفاقسي التوانسة، والجيش السوري، والاتحاد والهلال والنصر والأهلي السعوديين، والعين والوصل والجزيرة الإماراتيين، والمحرق والرفاع البحرينيين، ووفاق سطيف واتحاد الجزائر ومولودية الجزائر، وهي أقوى أندية الجزائر، لم يبق ناد له سمعة واسم إلا وشارك في كأس زايد، حيث تابعنا مباريات لم نتعود على متابعتها عربياً، حيث كانت بطولاتنا تتوقف، وينسحب البعض، ويشارك البعض الآخر بالصف الثاني، وأحياناً بالثالث، ولكن في كأس زايد شارك الجميع بأفضل وأقوى ما عندهم، لدرجة أن رئيس الزمالك مرتضى منصور وصفها بثالث أقوى بطولة للأندية في العالم وقد تكون.
إن بدأنا بالشكر، فلن تكفي لا مقالة ولا حتى جريدة، ولكن الشكر واجب لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي دعم البطولة، ووافق على مسماها، وللاتحاد العربي ورئيسه المستشار تركي آل الشيخ، وفريق عمله المبدع، والشكر واجب لقنوات أبوظبي الرياضية بقيادة أخي وصديقي المبدع والرائع يعقوب السعدي، وفريق عمله المتفاني، والشكر للإعلام العربي الذي واكب البطولة، ولم يتصيد أخطاءها، والشكر لكل الأندية التي شاركت ونافست، وأشعرتنا أننا يمكن أن ننظم بطولات نترقبها ونفتخر بها ونحزن عند انتهائها.