كلما تحدثنا عن دولة الإمارات، نتوقف عند عبارة أن هناك أكثر من 200 جنسية متعايشين بحب وسلام على أرض زايد الخير.. جنسيات ومذاهب وأعراق وأجناس مختلفة من البشر مختلفون في كل شيء، ولكنهم متفقون على اتباع النظام والقانون الذي يسري على الجميع مواطنين ووافدين.
هذه العبارة تأكدت خلال أمم آسيا، حين شاهدنا أن هناك جاليات تدفع الغالي والرخيص لتشاهد منتخب بلادها، ولم نكن نعرف أن لهذه المنتخبات جاليات بهذه الضخامة، مثل فيتنام وتركمانستان وقيرغيزستان وتايلاند وأنا شخصياً تفاجأت بحجم ونوعية المشجعين الفيتناميين الذين كنت أتخيل أنهم قلائل أو حتى نادرون في الإمارات، فإذا بهم بالآلاف والأجمل أنهم منظمون، وكلهم بدون استثناء ارتدوا قمصان منتخب بلادهم ورسموا أعلامه على وجوههم فزينوا المدرجات، كما زين منتخبهم البطولة بأدائه الكبير، رغم خسارته من نظيره العراقي الذي قدم لنا جماهير جاءت من كندا والولايات المتحدة فقط، لتقف مع المنتخب، وهذا الكلام تأكدنا منه بمقابلات لبرنامجنا «صدى آسيا».
ومن شاهد أكثر من ثلاثين ألف مشجع هندي وعشرين ألف سوري وعشرة آلاف أردني، ومن شاهد الآلاف من العمال البسطاء أصحاب الرواتب الزهيدة وهم يتنقلون إلى مدن أخرى، ويدفعون ثمن تذاكر الدخول، حتى لو بضعف ثمنها سيدرك أن محبة المنتخب، هي من حب الوطن والانتماء له، وبالتالي من أجله يهون الغالي والتعب.
هي تحية لكل مشجع حضر إلى المدرجات وسافر المسافات فكان اللاعب رقم 12 مع منتخب بلاده وكان الإضافة الأجمل للبطولة الأقوى منذ عرفنا أمم آسيا.