لديّ قناعة كاملة بأن عظماء آسيا القادمين من شرق القارة ومن أستراليا، وحاملي أختام البطولة في آخر نسختين، يمارسون في المرحلة الحالية «خداعاً استراتيجياً»، تمهيداً للمراحل الإقصائية بالبطولة، وإلا بماذا يمكن أن نفسر عدم ظهور المنتخب الأسترالي بطل آسيا بمستواه المعروف أمام الأردن، كما تواصل الأداء نفسه أمام فلسطين برغم فوز «الكنجارو» بثلاثية نظيفة.
ربما أن نفس معاناة اليابان، بطل 2011 وحاملة الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالبطولة، أمام تركمانستان، وتأخرها بهدف حتى الدقيقة 56، ولم تدرك هدف الفوز، إلا عندما مارست ضغطها المعهود في الدقائق الأخيرة، ولم يختلف الوضع كثيراً لمنتخب كوريا الجنوبية الفائز بلقب أول نسختين للبطولة، حيث فاز بصعوبة على الفلبين بهدف وحيد، وهي النتيجة نفسها التي حققها مع قيرغيزستان، وكأنه أراد أن يوفر جهده للمراحل التالية، طالما أن الفوز ولو بهدف يقوده إلى الدور الثاني، ولم يشأ أن يكشف منتخب الصين بقيادة مدربه الكبير مارشيلو ليبي كل أوراقه، وصحح أوضاعه سريعاً وحوّل تأخره بهدف إلى فوز مثير بهدفين.
والأمر نفسه ينطبق على المنتخب السعودي، أحد سفراء القارة في المونديال الروسي، عندما فاز بأقل مجهود على الكوري الشمالي بالأربعة مع الرأفة، وكذلك منتخب إيران الذي بدا وكأنه في نزهة باستاد محمد بن زايد، وهو يمطر المرمى اليمني بخماسية نظيفة، وهي النتيجة الأكبر في البطولة حتى الآن.
ولا زلت أرى أن «عظماء آسيا» لن يكشفوا عن وجههم الحقيقي، إلا في الأدوار الحاسمة التي لا تحتمل الحلول الوسط، ولا تقبل مبدأ التعويض، فإما أن تكسب وتواصل رحلة النجاح، وإما أن تغادر على أول طائرة، بخفي حنين، إلى أرض الوطن!
×××
تأهل منتخب الصين وكوريا الجنوبية إلى الدور الثاني مبكراً، كان منطقياً إلى حد بعيد، أما تأهل «نشامى الأردن» من الجولة الثانية فكان «المفاجأة السارة» التي لم يتوقعها الكثيرون، عندما وضعت القرعة منتخب الأردن مع بطل آسيا، ومع شقيقيه السوري والفلسطيني في مجموعة واحدة، ولكن «النشامى» ضربوا بتلك التوقعات عرض الحائط، وسبقوا بطل القارة إلى الدور الثاني، وبالمناسبة فإن قائد منتخب الأردن الحارس الكفء عامر شفيع، هو الحارس الوحيد الذي حمى العرين الأردني في كل مباراة شاركت فيها الأردن في كأس آسيا «13 مباراة حتى الآن»، بداية من بطولة الصين 2004، مروراً ببطولة 2011 و2015 والبطولة الحالية.
×××
لو أردت أن أستبق الأحداث، وبعيداً عن أي حساسيات، أتوقع أن يودع البطولة من الدور الأول كل من كوريا الشمالية والفلبين واليمن ولبنان وسوريا والبحرين وفلسطين، على ضوء ما قدمته تلك المنتخبات حتى الآن، إلا إذا كان لبعضها رأي آخر في الجولة الأخيرة.

×××
لا زلت أسأل المدرب الكبير إريكسون «إيه اللي رماك على المُر» بتدريب منتخب الفلبين، وهل يمكن أن تسمح للفلوس بأن تسحب من رصيدك وسيرتك الذاتية الرائعة إلى هذا الحد؟