أخيراً وبعد طول انتظار، غلبت الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم، مصلحة المنتخبات والمسابقات ولجانها المتعددة والمؤثرة في المنظومة الكروية، على المصالح الآنية الخاصة للأندية، بإقرار الانتخابات القادمة بنظام القائمة، وما رافقها من اختلالات في بعض الأحداث وغياب الانسجام بين أسرة الاتحاد، في العديد من المواقف التي عكست سلباً على الأداء وتأثيراتها على المنتخبات ونظام المسابقات.
وشهدت اجتماعات الأحد الماضي، جلسات استثنائية للجمعيتين العادية وغير العادية، للخروج بقرارات كان يترقبها الشارع الرياضي، منذ دخلنا مرحلة الانتخابات للاتحادات الرياضية، بعد البدايات الأولى التي كانت بالتعيين، والعديد من النجاحات بالانسجام بين مجموعات العمل، قبل أن ندخل مرحلة الانتخابات، وموائمة لوائحنا مع اللوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الدولية، والنأي بمؤسساتنا الرياضية عن التدخلات الحكومية التي ترفضها المنظومتان.
والجديد المفرح في الانتخابات بنظام القائمة، هو «الكوتا» الانتخابي، بواقع 5 أعضاء من أندية المحترفين، و3 من أندية الهواة، بالتنسيق مع الرئيس، ومنحه صلاحية تعيين 3 من الأعضاء، ممن لم يتم ترشيحهم من الأندية، الأمر الذي يشكل منعطفاً لمنظومة العمل في المجلس القادم، وبانسجام افتقدناه في المراحل السابقة، والاستقالات التي رافقت المسيرة، لفقد المنظومة روح الانسجام والعمل بروح الفريق الواحد في بعض المواقف.
والجديد في الجمعيتين العموميتين العادية وغير العادية، أنها أخذت متسعاً من الوقت أدرك المجتمعون أهمية المرحلة المقبلة، والدور المناط بهم، وحقوقهم المنصوصة في النظم واللوائح، وحقوقهم في العمل والمتابعة والمساءلة والرقابة، وهم الشركاء الحقيقيون في العمل، وليس كما كان في المراحل السابقة، متفرجون ومنتقدون، وإخلاء مسؤولياتهم المنصوصة عليها في النظام الأساسي.
كما أجرت تعديلاً على النظام الأساسي، فيما يتعلق بالاستقالات التي يقل فيها العدد عن 7 أعضاء، لمواصلة العمل لحين انعقاد جمعية عمومية خلال المدة القانونية، كما جاء دمج اللجنتين المنتخبات والفنية في لجنة واحدة بمسمى لجنة المنتخبات والشؤون الفنية، وتعديل مسمى لجنة التسويق والاستثمار إلى لجنة الاستراتيجية والاستثمار، ولجنة تطوير الأندية إلى لجنة شؤون الأندية، كما اعتمدت الجمعية لجنتي الانتخابات والاستئناف.
وبهذا، تكون الأندية استعملت حقها القانوني، ودورها المشروع والفاعل في النهوض بمسابقاتنا ومنتخباتنا، لتحقيق أهدافها والوصول بهما إلى المستوى الذي يرضي طموح الشارع الرياضي، بعد سلسلة من الإخفافات الإدارية في التعامل مع نظم ولوائح البطولات القارية والدولية، والوصول بمنتخباتنا لمنصات التتويج، في ظل الدعم المالي والمعنوي الكبيرين من قيادتنا الرشيدة.