9 من أصل 10 مشاركين في استطلاع «أصداء بي. سي. دبليو السنوي الحادي عشر لرأي الشباب العربي» يعتبرون الإمارات دولة حليفة لبلدانهم، أي بنسبة 93% من عينة الدراسة البالغة 3300 شاب وشابة، تتراوح أعمارهم بين 19 و24 عاماً، وينتمون إلى 15 دولة في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا.
وللعام الثامن على التوالي، لا تزال الإمارات في مقدمة البلدان التي يتطلع الشباب العربي إلى العيش والعمل فيها، ويريد لبلدانه أن تقتدي بها، وهو يفضل الإقامة فيها على الولايات المتحدة وكندا ودول أخرى، في تطابق مستمر مع استطلاعات دولية وعربية، خلصت إلى النتيجة نفسها.
نعرف ما فعلنا طوال العقود الماضية حتى نكون أرضاً لأحلام الشباب العربي، والشريحة العمرية المستطلَعة عاشت السنوات الأخيرة، بكل خيباتها وانكساراتها. شاهدت كيف وجّهت دول في المنطقة مقدراتها البشرية والاقتصادية نحو افتعال الأزمات وتمويل الإرهاب ودعمه، وكيف وضعت دول أخرى أولويات التنمية في خدمة مخططات ومشروعات، لا تتصل بحياة الناس ومستقبلهم، واختبر الشباب في بلدانهم أكثر من محنة، في أسواق البطالة والإحباط والتطرف.
في المقابل، راقب الشباب العربي النهضة الشاملة في بلادنا. وقرأوا قصص نجاح لشباب مثلهم، استفادوا من مناخات الأمان والاستقرار والتنمية، فتهيأت أمامهم الفرص لمشروعات صغيرة ومتوسطة، أتاحتها البيئة الاستثمارية المنفتحة على المواهب والإبداع، والتنافسية العالية في سوق الوظائف، مع مزيد من التشجيع والتسهيلات المقدمة من الدولة، ووجود معظم الشركات العالمية في القطاع الخاص العالمي.
جيل الثورة الصناعية الرابعة، الذي يرنو إلى الإمارات بلداً مفضّلاً للحياة، يتابع ما يحدث في بلادنا، يرى موقعنا على مؤشر السعادة الدولي، يعرف جودة نظامنا التعليمي، يتابع سباقنا إلى المستقبل، بقيادة تستشرفه فعلاً، وتراه تحدياً، لا خيار إلا باجتيازه، واستيعاب شروطه واستحقاقاته، وبحكومة ذكية، وبشباب إماراتي، يتهيأ لارتياد الفضاء.
هذا الجيل الذي يريد أن تطوي المنطقة صفحات الإخفاق الكثيرة، وتفتح صفحة جديدة على المستقبل. الجيل العصيّ على التعصب والتطرف والذهاب إلى الخسارات، لن ينسى جيلاً سبقه، وكان ضحية لموجات الإرهاب المتتالية، ودفعت أوطانه أسوأ الأثمان، وأكثرها دماً وفوضى.
لذلك، لا غرابة أن أغلبية المشاركين في الاستطلاع، من جيل الثورة الصناعية الرابعة في العالم العربي، في استطلاع «أصداء بي. سي. دبليو» نفسه، يرى أن إيران بلد عدو لبلدانهم، وهذا جيل نجا من الخديعة وأوهام الدول، ويريد إنفاقاً على شارع، ومدرسة، ومستشفى، وجامعة، وليس على صاروخ، وهيمنة، وتصنيع ميليشيا وإرهاب!