ماذا يعني النجاح.. هل هو مجرد شعار، أم كلمة نتداولها من دون أن نعي حقيقتها، وماذا نقصد من خلالها؟ فهي ليست كلمة مطاطة، بل مصطلح مباشر وواضح. فالنجاح هو أن تكسب رهاناً توقعه الجميع خاسراً، والنجاح هو أن تختار الصعب وتحقق من خلاله نهاية جميلة، والنجاح هو أن تحول فكرة بالية أو لوحة فنية مشوهة إلى صورة تثير الفرحة في قلبك حين تمر أمامك.
وما بين سلسلة متواصلة من الإحباطات والغموض والنفق الطويل المليء بالظلام.. خرجت لنا فكرة إعادة البطولة العربية للأندية الأبطال، وكأنها تريد إشعال النور في أول الطريق، تبدو كوهلة أولى مجرد منافسات تقليدية، وتبدو كفكرة مثل الكثير من الملفات التي ظهرت للعلن وغابت بعدها في الأدراج تحت الغبار، ولكن هذه المرة يبدو الأمر مختلفاً.. مغايراً عن كل نسخة وفكرة.
كان المشروع أكبر من مجرد بطولة كرة قدم، وكانت الغاية أكبر من عقليات البعض الذين لا ينظرون سوى تحت أقدامهم، وأين يمكن أن تكون مصالحهم؟ فحين تأتي بقلب صافٍ ونية سليمة ستكون قد بدأت في الطريق القويم.
وهذا ما قدمه معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، منذ اليوم الأول للقرعة وحتى مشهد الختام.
ليست للبطولة أجندات سياسية، وليس لها أفكار حزبية أو فكرية، كل ما فيها باختصار هو إعادة العرب عن طريق شبابها إلى الصف الحقيقي من دون شعارات وبدون وعود هلامية، وبدون تغرير نحو التطرف والتعصب ضد كل من هو لا يمثلهم.
البعض قد يسأل ماذا سنجني منها؟ ولماذا كل هذه الميزانية الضخمة؟ ولكن قد لا يستوعبون أن ليس كل المشاريع يجب أن تجني منها مالاً أو عقوداً أو أرباحاً، فبعضها تنقذ من خلالها جيلاً وتحي بيتاً، وتشعل الطموح في قلب الصغار ليظهروا فيها ممارسين أو إداريين أو منظمين أو حكاماً وحتى لاعبين.
عموماً، من يريد الحديث بلغة البيزنس كما يحلو له، عليه أن ينتظر بشغف ويسمع أخبار الرعايات والعقود والشركات والقنوات الرياضية، التي ستتهافت على اللجنة المنظمة لتقدم نفسها كشريك للنسخة المقبلة.. فنجاح كأس زايد سيتبعه الكثير من الصفقات في الأيام المقبلة.
عموماً، للتذكير، في السابق كانت تقام وتنتهي ولا نسمع سوى عن الخلافات وشغب الجماهير وانفلات اللاعبين، فقد كان عدم الالتزام هو أبرز سمة لبطولاتنا العربية، ولكن كل ذلك تلاشى فجأة، فالتنظيم لم يكن في تحديد المكافآت وتعيين الحكام، بل حتى في فرض الاحترام، وكل ذلك بحد ذاته يحسب للقائمين على التنظيم بدءاً من الأخ طلال آل الشيخ وفريق عمله.
كلمة أخيرة
هو كلمة السر لكل نجاح.. من القلب تحية لـ«بوناصر».