ينظر البعض إلى الأمور التي تربط البشر بعلاقاتٍ رومانسية على أنها ضربٌ من ضروب العمل، فهي مبنية على عقد موثق رسمياً، به التزام بساعات عمل واهتمامٍ مباشر وتقارير تفصيلية واتفاق على قيم ومفاهيم متبادلة إن لم تكن متشابهة، ومؤشرات أداء لها مخرجات مادية ومعنوية تحقق أهدافها بالذكاء الاجتماعي والدبلوماسية والتخطيط الصحيح ومهارة التفاوض والتملق أو التسلط كلما اقتضت الضرورة. كلما كبرنا تعاملنا مع المحبة وكأنها معطف الشتاء وينتظر المعطف المعلق في «الكَبَت» أن يرتديه طالب اللجوء من البرد. فتضحك الصحراء ويبقى المعطف خالياً.
وكم تمنينا لو كنّا نلبس طاقية الإخفاء حتى نرتبك وينكشف أمرنا!
أصبح الحب معقداً بعد أن كان شعراً ونثراً وقصصاً وأشرطة كاسيت بها مقاطع تحبس الأنفاس. كل ذلك أصبح عادياً حتى المفرقعات ماعادت تشوش على موجات الإبداع والدهشة.

***
بعد قهوة أم فارس وفنجانها الساخن همست بلطفها المعهود «مساء الخير الذي يشبه الورود وقهوتي مثلاً...» قلت لها: متى تجمعنا الأيام لتذوب في حلاوة الكلام... تعجبني تعليقاتك على التواصل الاجتماعي كما أحب أن أراك وأنت سعيدة ومبتسمة عند التقاط الصور وتعديلها لتكون الأجمل لمن هم معك في الفريج الإلكتروني، فأنت أخت عزيزة تعرفين الود جيداً» فضحكت وقالت: عزيزتي، لقد كتبت استقالتي من الحب اليوم ولكني أؤمن باليقين وليس أفضل من اليقين بالله شيء.

***
للعارفين أقول: عيشوا بود ومحبة وبعيداً عن شياطين أنفسهم... أيامكم الآن ولا داعٍ للحديث عن أيامهم... الزهور لا تتساوى مع الأشواك.