يعد مستشفى زايد العسكري أحد الصروح الطبية المهمة والمتميزة في الدولة، التي تعكس بصورة خاصة تطور وتقدم الخدمات الطبية والصحية في احد فروع القوات المسلحة التي احتفلت مؤخرا بالذكرى الرابعة والثلاثين للقرار التاريخي بتوحيدها في السادس من مايو 1976.
كما يعكس مستوى رفيعا حققه في سماء الإنجازات العلمية والصحية والدور الذي بات يقوم به بتميز واقتدار على الساحة الصحية المحلية من دون أي ضجيج أو دعاية وترويج.
ربما كانت تبعية هذا الصرح للقوات المسلحة صبغت عمله بإيثار وصمت وهدوء بعيدا عن الجعجعة والضجيج الذي اعتاده البعض. وبالأخص أولئك الذين يغمروننا ببياناتهم الصحفية الجاهزة عن مؤتمرات وندوات لا أول لها ولا آخر. وعند إجراء أي عملية جراحية مهما صغرت تجدهم حريصين قبل الاطمئنان على صحة المريض أن يكونوا قد ضمنوا استقطاب بريق الكاميرات الأرضية منها والفضائية وكأنهم قد حققوا فتحاً عظيماًً، ولا ينسون في كل مرة أن يذكروننا بأنهم بإدارة هذه المؤسسة العالمية او تلك. وكأنما نحن في كوكب معزول لا نعرف ما الذي يجري هنا أو هناك.
الذي دفعني للكتابة عن مستشفى زايد العسكري عدد الاتصالات التي تردني بين الفينة والأخرى وهي تعبر عن الشكر والامتنان للعاملين في “زايد العسكري”، وطريقة تعامله مع مراجعيه والتنظيم الدقيق الذي يسير عليه، وفوق ذلك كله كم الكفاءات الطبية المواطنة التي يضمها وطاقمه التشغيلي الذي هو صناعة إماراتية. كما أن هذا الصرح الطبي المتقدم لا يرفع شعار أي شركة طبية عالمية يستعين بها في إدارته.
في هذا المستشفى الذي يحمل أغلى اسم في قلوبنا تم مؤخرا تصحيح أخطاء عمليات جراحية أجريت في منشآت طبية تفاخر بأنها تدار من قبل شركات عالمية ومن قبل “بروفيسورات” يقولون انهم يحملون “البورد” من اقاصي الغرب أو أعالي البحار!!. صححوا الأخطاء وأعادوا الثقة والابتسامة لوجوه وقلوب اعتراها القلق والكرب، بعد أن اصلحوا ما اخطأ فيه “الجهابذة” إياهم، وغمرونا ببياناتهم الصحفية البراقة.
في مستشفى زايد العسكري تجرى عمليات دقيقة بصورة تكاد تكون يومية، ومع هذا لا نسمع بها لأن الذين يقومون بها غايتهم ممارسة مهنتهم على أكمل وجه من دون اعتبارات تتعلق بتجديد العقد السنوي أو التفكير فقط في الرقم الذي سيسجلونه ويطلبونه في العقد المقبل عند التجديد.
أكتب اليوم عن صرح طبي لا يحتاج لشهادتي بعد أن غمره مراجعوه من مواطنين ومقيمين بشهادات من القلب للقلب عن ادائه وطريقة تعامل الطاقم الطبي والتمريضي والإداري معهم بكل ود واحترام، وهم يتفهمون خصوصياتهم ونفسياتهم وهم يمرون بأصعب الظروف عند المرض.
اكتب اليوم عن هذا الصرح للاستفادة من تجربة صنعها “عيال الدار”، وتصلح لأن تتعلم منها منشآت لم تترك اسم شركة أجنبية إلا علقته على واجهتها، وكأنما تقول لنا إنها جلبت افضل الممارسات الطبية في العالم، ولكننا لا نعرف التمييز بين هذه المعايير العالمية التي يريدون إقناعنا بها، والتي لم نر في بعضها إلا إضافات لمعاناة من قادتهم الظروف للتردد عليها. فقط ندعوهم للتعرف على تجربة مستشفى زايد العسكري.


ali.alamodi@admedia.ae