خلال الأيام القليلة الماضية شهدنا موقفين من مكانين مختلفين ورغم آلاف الأميال التي تفصل بينهما، إلا أن القاسم المشترك الذي كان يجمعهما هو الزيف الذي يغلف قطر الحمدين. فأمام محكمة العدل الدولية انفضح زيف المزاعم القطرية، وهي تتهم الإمارات بممارسة تمييزية تجاه مواطنيها ليتضح أن السلطات القطرية هي من حجبت عن رعاياها الموقع الإلكتروني الذي خصصته السلطات الإماراتية لتنظيم دخولهم البلاد، وهو إجراء سيادي اتخذته الإمارات - كما بقية شقيقاتها من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب- بعد قرار مقاطعة الدوحة جراء سياساتها الداعمة للإرهاب والمزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة.
الدعوى القطرية ضد الإمارات ليست سوى صورة للحمق والعته السياسي الذي احترفته الدوحة بعدما اختارت أن تكون في المعسكر المضاد، والعمل ضد المصلحة العليا لبلداننا الخليجية، والارتهان لمحور الشيطان المتحالف مع طهران.
المزاعم القطرية التي انفضحت في لاهاي ما هي إلا أحد أشكال الخديعة الكبيرة التي يمارسها نظام الحمدين بحق شعبه والمجتمع الدولي، والذي يقدم نفسه ضحية للالتفاف على الحقيقة الساطعة المتمثلة بسياساته التي جعلت من الدوحة وكراً لكل الجماعات المارقة، وعلى رأسها «الإخوان «الإرهابية.
أما الموقف الثاني، والذي كانت طرفاً فيه قطر أيضاً، فقد جاء ضمن الاعتذار المتأخر للداعية السعودي عائض القرني والذي كشف فيه مؤمرات قطر على بلاده والمنطقة ضمن ذات المعسكر الذي يجمع جماعة الإخوان الإرهابية مع إيران وبقية القوى الإقليمية المعادية. جماعة مارقة توظف الدين لمآربها واستغلت الشباب في المملكة كما في كل مكان تنفذ إليه لتنخر في النسيج الاجتماعي ومفاصل الدول التي أكرمتها ووثقت بها، فكانت تركز على الشباب للسيطرة عليهم من خلال مؤسسات التعليم بمختلف مراحله وتتغلغل فيها بمتابعة مباشرة من «مرشد الضلالة» الذي بايعوه على الخراب.
كشف القرني في اعتذاره المتأخر كيف عملت قطر على استقطاب «المعارضين «لبلدانهم وبالذات من دول الجوار وتعتبرهم صيداً ثميناً كما قال، حيث تقدم لهم الدور والفلل والمال والجنسية لتستخدمهم أدوات ضد أوطانهم، وتفتح أمامهم قناة الفتنة والتضليل، وغيرها من المنصات الممولة من قطر ليبثوا منها الفتن والأكاذيب في محاولات مسمومة ومستميتة لإحداث شرخ في اللحمة الوطنية للبلدان المستهدفة. موقفان يؤكدان انحطاط الدور الذي اختاره تنظيم الحمدين مساراً لقطر التي ستظل في عزلتها طالما واصلت هذا النهج الشاذ والمدمر بإصرار.