تستحق بطولة دوري أبطال أوروبا لقب دوري أبطال «الريمونتادا»، حيث جنون وتشويق وإثارة كرة القدم في أسخن وأقوى صورها، وما حدث في نصف النهائي قدم درساً كروياً للجميع بأن كرة القدم ترفع شعار «لا تراجع ولا استسلام»، حتى لو كنت خاسراً بالثلاثة.
فمن كان يتصور، ولو للحظة أن «البارسا»، بنجومه وعلى رأسهم ليونيل ميسي أفضل لاعب على سطح الكرة الأرضية، سيغادر البطولة، برغم فوزه في لقاء الذهاب على ليفربول بثلاثية نظيفة، ومن كان يتخيل أن ليفربول، الذي افتقد جهود مهاجميه محمد صلاح وفيرمينيو، سيرد الصاع صاعين، ولا يكتفي بثلاثية نظيفة يعوض بها هزيمة الذهاب، بل يسجل هدفاً رابعاً صعد به إلى المباراة النهائية للعام الثاني على التوالي، وليتحول «الحلم الكتالوني» إلى «كابوس»!
والغريب في الأمر أن «البارسا» في 2019 سقط في «فخ 2018» نفسه، عندما خسر بثلاثية نظيفة أمام روما، برغم فوزه ذهاباً برباعية مقابل هدف.
واكتمل مسلسل الإثارة في نصف النهائي بخسارة أياكس الهولندي على ملعبه وبين جماهيره أمام توتنهام بثلاثية مورا، بعد أن كان أياكس متقدماً في مباراة الإياب بهدفين نظيفين، ليصبح الفارق ثلاثة أهداف نظيفة، بعد فوز أياكس في ملعب توتنهام بهدف للاشيء، ولم يدر بخلد أحد أن توتنهام سيعود لأجواء المباراة مجدداً، إلا أن الفريق الإنجليزي سجل ثلاثية قادته للمباراة النهائية، ووضعت حداً لمغامرة الفريق الهولندي الذي أبهر الجميع وهو يطيح بالريال واليوفي.
وأثبتت تلك الجولة أن الدوري الإنجليزي هو الأقوى والأمتع على مستوى العالم، ويكفي أنها المرة الثانية التي يكون فيها النهائي الأوروبي إنجليزياً 100 %، واكتمل النجاح الإنجليزي بتأهل فريقي أرسنال وتشيلسي لنهائي الدوري الأوروبي على حساب ممثليّ الدوري الإسباني والألماني، ليفرض «البريميرليج» على كل العالم أن يتحدث «الإنجليزية» بطلاقة!
طرح نصف النهائي الأوروبي مفهوماً جديداً مفاده، أرجوك اخسر بالثلاثة، ولا تيأس، وطالما أن لديك الإرادة والعزيمة والثقة في قدراتك وإمكاناتك، فإنك ستتمرد على واقعك وستنتزع فوزاً كان يظن البعض أنه من سابع المستحيلات!
بعد «ملحمة» نصف النهائي الأوروبي، بكل ما صاحبها من إثارة حتى النهاية، يطفو على السطح سؤال له ما يبرره، هل ما نمارسه في ملاعبنا له علاقة بكرة القدم؟