حتى الآن، وبعد أن شاهدنا ثلاثة أرباع مباريات دور المجموعات، في أمم آسيا، نستطيع القول إنه لا يوجد «بعبع» يغرد خارج السرب وحيداً في القوة، ربما باستثناء المنتخب الإيراني، ولكن أيضاً هو لم يواجه منتخبات قوية شرسة، توازيه في القوة والخبرة، حتى نستطيع الحكم عليه.
صحيح أن هناك منتخبات أحرزت «العلامة الكاملة»، ولكن الصحيح أيضاً أن هناك منتخبات كانت نقطة عبور وحصالة للآخرين، كما في الحالة الكورية الشمالية، وهناك منتخبات قدمت مباراة واحدة قوية، ثم انهارت مثل تركمانستان أو فيتنام، وهناك منتخبات ساعدتها القرعة، فلعبت أمام منتخبات أضعف منها بكثير بحكم وجود 24 منتخباً.
الياباني الذي كنا نعتبره «من عالم آخر» غيّر جلده، وغيّر أكثر من ثلاثة أرباع تشكيلته، لهذا وجدناه يعاني ويتأخر أمام تركمانستان قبل أن يفوز 3 - 2، ثم عرفنا حقيقة منتخب تركمانستان أمام أوزبكستان التي فازت بالأربعة.. وأمام عُمان لم ولن أفهم كيف لم يرَ الحكم ضربة الجزاء للعُمانيين، وكيف منح ضربة جزاء لليابانيين، ولم أجد في الفوز الياباني، سوى عبارة أنه غير مستحق على الإطلاق.
الصيني والكوري الشمالي والأسترالي والأوزبكي والأردني والقطري والسعودي والإيراني والعراقي، إضافة إلى الإماراتي هي المنتخبات التي ستحدد هوية البطل المقبل للكأس رقم 17، وأتذكر البداية الضعيفة جداً للمنتخب الإيطالي في كأس العالم بإسبانيا عام 1982، عندما تعادل في مبارياته الثلاث، مع بولندا والكاميرون وبيرو، وتأهل بفضل هدف فقط عن الكاميرون، وبعدها تعملق على ذاته، وهزم الأرجنتين والبرازيل، في عز أيام البرازيل، مع سقراط وفالكاو وإيدر وجونيور وسيرجينيو، بفضل نجمه باولو روسي، ثم فاز على بولندا في نصف النهائي بهدفين، وختمها بالفوز على ألمانيا بالثلاثة، بأهداف باولو روسي وتارديللي وآلتوبيللي مقابل هدف لبول برايتنر.
إذا لا يمكن الجزم على المستويات في دور المجموعات وننتظر، «العملقة» في مباريات خروج المغلوب، فربما نشاهد بعض المنتخبات بسوية مختلفة، وقد تكون مغايرة لما شاهدناها عليه حتى الآن.