قبل البدء كانت الفكرة: في رمضان زمن الطيبين، كانت البيوت ليلة السابع والعشرين تجلب مطوعاً ليقرأ لها ختمة القرآن التي قرأها أهل البيت، ويوهبها لأهاليهم المتوفين، الآن هذه المسألة قلما يتذكرها الجيل الجديد، وفي آخر أعمارنا، يمكن أن يقدموا لنا أولادنا «شريحة» فيها القراءات السبع أو العشر، وفيها دعاء ختم القرآن، لنضعها مثل الحجاب على الزند، وكفى الله المؤمنين شر القتال!
خبروا الزمان فقالوا:
-(وخبرنـي أترابُهــا أن ريقَهـــا على ما حَكَــى عـودُ الأراكِ لذيذُ).
- (إن المليحة من تُزَيّن حَليَها لا من غــــدت بحليّهـــــا تتزَيَــــــــنُ).
- (مازلـتُ أطلــب وصلَهـا بتذلل والشـــــيب يغمزهـــــا بأن لا تفعلي).
أصل الأشياء:- شجرة البن، موطنها الحبشة ومدينة مخا اليمنية، سماها العرب القهوة، وتعني الخمرة، وانتقلت باسمها العربي إلى العالم، وفي القرن السابع عشر، انتقلت إلى سيلان، وإندونيسيا، وجزر الهند الشرقية، لكن ضابطاً بحرياً فرنسياً يدعى «دي كليو»، هو أبو القهوة، حين انتدب للعمل في الـ «مارتينيك» عام 1723م، أخذ معه نبتة صغيرة من شجرة القهوة الموجودة للزينة في بيت زجاجي في قصر «لويس الخامس» في باريس، وكان يتقاسم معها في رحلته البحرية الطويلة شربة الماء حتى وصل الجزيرة، وزرعها، وظل يعتني بها حتى كبرت، في عام 1777م، وبعد وفاة ذلك الضابط بثلاث سنوات، وجدوا في تلك الجزيرة 19 مليون شجرة بن، بعدها عرفتها الأمريكيتان والعالم.
لغتنا الجميلة: «آمن من حمام الحرم»، و«آمن من حمام مكة»، و«آلف من حمام مكة»، لأنه من نسل الحمامتين اللتين حلتا على مدخل غار حراء، أثناء الهجرة وعندما حبس عبد الله بن الزبير محمد بن الحنفية، وخمسة عشر رجلاً من بني هاشم، لكي يبايعوه، فرفضوا، وأقسم ليحرقنهم، فقال كثيّر عَزّة:
ونحن بحمد الله نتلو كتابــــــه حلولاً بهذا الخيف خيف المحارم
بحيث الحمـام آمن الروع ساكن وحيث العـــدو كالصديق المــسالم
لك الويل من عيني خُبيب وثابت وحمــــزة أشـــباه الحــــداء التوائــم
محفوظات الصدور: مناجاة بين الشاعرين ياقوت المزاريع وسلطان بن علي العويس:
ظنيـــت بك حِيـــــدٍ وهوبيــــس وتعطـــــف على حالــي يا ســـــلطان
ما هــوب هـــذي يا بن عويــــس شــــــيمة عـــــرب ســـــــــكان لوطـان
ما يرجــــــــع المشري بتفليــس شــــــــــــروات لي بايــــــع بخســــران
*****
ما خان في عهـده بـن عويــس ســــــــــبعين ليلـــة بــــــات ســـــهران
لو أنا ســــكَتّ وقلـــت هوبيــس شــــــــــلّو حطـــب لايــــــث وليحـــان
هـــوب المحبــة بطّــل الكيـــس وإلا الصداقــــــــــــــة دزّ نيطــــــــــــان
إن كــان متحــــــزم ببلقيــــــــــس عنـــدي أنا عســـــــــكر ســـــــــــليمان
من رمستنا:- «ربيع أبوك لا تجافيه، وعدو أخوك لا تصافيه»، مثل يضرب لتمييز العدو من الصديق في الناس، فصديق الأب له التقدير والاحترام، وواجب السؤال، وعدو الأخ لا تثق به، فهو عدوك بالمِثل، ونقول: «لي أبيَضّت سماها، أبشر بماها»، وهو مثل يقصد به أن الفرج قريب، والخير آت.