عندما يجري الحديث عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، تبدو الكلمات مثل أجنحة الطير، تفيض بشفافية المعطي، وتشع ببريق الفطرة.
فعندما تذكر الحكمة، فإنه في سمت الحكماء لا يباريه اسم. وعندما يذكر الفضل، فإنه في الفضيلة لا يوازيه اسم. وعندما يذكر الكرم، فإنه بين الكرماء يتصدر الأسماء، وعندما يذكر التسامح، فإنه اليد الطولى تمتد شجرة وارفة الظلال. وعندما تذكر الرحمة، فإنه بين الرحماء نهر يفيض بالعذوبة، وعندما يذكر التضامن، فإنه القلب العطوف، الهتوف، الرؤوف، يطوق الأفئدة بقلادة من عطاء الصحراء ووفائها، وانتمائها وولائها للطبيعة الإنسانية.
عندما يذكر اسم زايد، تتداعى سائر الكائنات بالدعاء له بالرحمة من خالق الكون ومسير الكواكب، ورافع السماوات، وباسط الأرض.
عندما يذكر اسم زايد، يبتهل الطير والشجر، وتخشع ضمائر البشر، عرفانا لمن أعلى شأن الإنسان، وأضاء البيان، ونسق البنان، ورفع البنيان، وأسمع الأكوان، وآمن بوحدة المشاعر في جميع الأوطان، وجعل من الصحراء نجوداً، ومن الرمل الأصفر بستانا.
عندما يذكر اسم زايد تتوارى كل الأسماء، وراء اسم جلل العالم بسمات لم تخطر على بال بشر في كل الأزمان، ووسم حياة الناس بابتسامة، شعت في وجه كل معوز، وكل ذي حاجة، وكل من مضه الشوق للطمأنينة والأمان.
عندما يذكر اسم زايد، تزيد في خصال من يذكره خصال المروءة، والشهامة، عندما يذكر اسم زايد تدور الأسماء في فلكه، كما هي الكواكب في فلك الشمس.
عندما يذكر اسم زايد، تغيب السمات والصفات، والجهات، ولا يبقى غير الاسم المتوج بالحروف الأربعة، الزاء يزيد في الأرض نضارة، والألف يرفع في القيم بريقاً، والياء يملأ الوجود نجابة، والدال دليل على موطن النبل والسخاء.
عندما يذكر اسم زايد، تستزيد العبارة من نهله بلاغة ونبوغا، عندما يذكر اسم زايد، ترتفع هامات الرجال استقامة وقوامة، ومقامة عندما يذكر اسم زايد، تطمئن القلوب، وتعشب الدروب، وتخصب السهوب، وترفع الكروب، عندما يذكر اسم زايد، تستعيد الذاكرة، قصصاً من نبع هذا الشهم النجيب الذي أسمع الدنيا عن فضل، ونهل، وجزل، وبذل، فما اشتكى متألم من أَذًى، إلا وامتدت إليه يد بيضاء من غير سوء، تضمد الجرح، وتشفي القرح، وتمنع التعب.
عندما يذكر اسم زايد، تتفتح الأزهار، وترفرف الأطيار، وتسعد الأوطار، وتزهر الأزهار، وتحلو الأثمار، وتسفر الأقمار، وتعذب الأنهار، ويبدو العالم شرشفاً من حرير، تنسج خيوطه، إنسانية زايد.
رحم الله زايد الخير، وأسكنه جنات الخلد.