مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في افتتاح قاعدة برنيس العسكرية على البحر الأحمر، تجسد مقدار الفخر والاعتزاز الإماراتي بهذا المنجز، وتضيف للعلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين لبنة جديدة، وهي ترتقي نحو آفاق غير مسبوقة، تتعزز باللقاءات المتبادلة والمواصلة بين قيادتيهما لما يجمعهما من حرص مشترك ورؤية موحدة لكل ما فيه الخير لشعبيهما وبلديهما، وصون المصالح العليا للامة العربية والأمن القومي العربي.
حرص الإمارات على توطيد العلاقات مع الشقيقة الكبرى مصر، والتي بلغت مستوى الشراكة الاستراتيجية، ثمرة نهج رسمه المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وغرس في أبناء الإمارات حباً عميقاً لمصر وأهلها في إدراك مبكر لدورها ومكانتها، والتي وصفها بمثابة القلب للجسد، فكيف لجسد أن يعيش بلا قلب؟.
وهو المعنى والرؤية التي أكدها مجدداً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عندما قال إن القوات المسلحة المصرية «ليست حصناً لمصر الشقيقة فقط، وإنما هي قوة لكل العالم العربي، لأن قوة مصر هي قوة للعرب جميعاً».
هذه المكانة أدركها كذلك أعداء مصر والعرب أيضاً، فوظفوا بعض الأقزام لمصلحتهم ليشغلوا مصر عن دورها وزحزحتها عن مكانتها التاريخية وواجبها القومي، وركزوا حربهم على مصر في مسارين الأول الدفع بالإرهابيين للنيل من جيش مصر، والمسار الثاني الاقتصاد والتنمية. وسخرت الأقدار لمصر في ظرف تاريخي دقيق قائداً ملهماً، فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي استطاع بحنكة واقتدار العبور بمصر نحو مرافئ الأمان، بعد تصديه واجتثاثه الإرهابيين، وحقق لمسار التنمية والاقتصاد في مصر نجاحاً جعلها في صدارة المؤشرات الاقتصادية المتخصصة، في واقع جديد تشهد له وبه المشاريع العملاقة المنفذة.
ما شاهده العالم من إمكانيات هائلة وقدرات نوعية وجاهزية رفيعة للقوات المسلحة المصرية في حفل افتتاح قاعدة برنيس العسكرية رسالة للعالم بأن مصر لن تنكسر أبداً مهما تكالب الأعداء، فهي قوية بسواعد أبنائها «خير أجناد الأرض» والتفافهم حول قيادتها ووقفة الشرفاء من أشقائها معها، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقد كان تمثيلهما في الحفل أبلغ رسالة وأعمق معنى. حفظ الله مصر محروسة على مر الدهور.