دعوها تمضي كما هي، بشكوكها واليقين، أو بدعاء الوالدين، طالما نحقق الأهداف، ونتخطى المراحل في نهاية المطاف، لن نشكو ولن نتذمر، ربما هم يعرفون أكثر، فنحن قد لا نفوز ولكن في الوقت نفسه لا نخسر، فربما لديهم مفاجأة سعيدة يخبئونها لنا في المرحلة القادمة، ربما هو التكتيك المرسوم، والخطة الموضوعة لتحقيق الغاية، دعوها تمضي كما هي ونعدكم أن نتحاسب عند خط النهاية.
حيرنا «الأبيض»، واحترنا معه، صرنا لا نعلم هل نفرح أم نحزن، هل لدينا القدرة على الاستمرار والمواصلة بالطريقة والأسلوب نفسهما؟ هل نصمت ونوفر انتقاداتنا ونجاريهم؟ وهل هذا الذي نشاهده هو أفضل ما لديهم، أم أنهم ادخروا الجهد والعطاء للقادم من الأيام؟ أم نرضى بواقعنا ومستوانا فلا فائدة مرجوة من الكلام؟
تصدرنا نعم هذا هو الحدث الأهم، ولكن لم نقدم شيئاً يذكر، لم نحقق أدنى معدلات الرضا، لم نهنأ بربع ساعة مثالية من أصل 270 دقيقة خضناها في 3 مباريات، لم تغادر مشاعر الخوف قلوبنا طوال هذه المدة، كنا دائماً تحت الضغط، وكادت الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح، تصدرنا ولكن كنا دون المستوى، فإذا كان ليس بالإمكان أفضل مما كان فبماذا تفيدنا الشكوى؟.
هذا منتخبنا في كل حالاته وسنظل نحلم معه حتى الرمق الأخير، سنتشارك معه المشوار ونتقاسم المصير نفسه، في كل أحواله لن نتخلى عنه ولن نتركه في منتصف الطريق، سنظل خلفه في المدرجات ونردد عيشي بلادي، سوف نعتب عليهم وننتقدهم ولكن لن نخذلهم، لن نتركهم، ويوم الاثنين القادم وقبل أن نعرف هوية المنافس سوف نكون هناك في مدينة زايد الرياضية نشجعهم.
مضى دورنا الأول بحلوه ومره، والوقت ما يزال متاحاً لعلاج الكثير من السلبيات، وتلافي الأخطاء، فلنترك الماضي خلفنا ونتطلع إلى القادم، وفي المرحلة المقبلة لا مجال للتراخي والتهاون، لا بد أن نعد العدة ونجهز أنفسنا لمرحلة تتطلب أن نرتدي رداء التفوق والإجادة، ففي المرحلة القادمة لا مجال للفرصة الثانية ولا ملحق ولا إعادة، فالهفوة غير مقبولة والزلة مغامرة، وأي غلطة قد تعني الاتجاه الفوري نحو بوابات المغادرة.
لن نفقد الأمل، وسنظل ننتظر الأفضل، سيظل الرهان معقوداً على هذه المجموعة وسنظل متكاتفين، وسنظل نثق في قدرات اللاعبين، لنتفاءل أن القادم أجمل، وأن الغد يخبئ لنا أخباره السارة وردة الفعل، دعوها تمضي كما هي ودعونا نتواجد خلف المنتخب فقد بدأت مرحلة الجد، وخطوة فخطوة نسير معاً في طريق المجد.