هي حدود.. إما أن نلتزم نحن بها، أو ستفرضها علينا الأقدار قسراً وجبراً، فلن يواجه منتخبنا في قادم البطولة من واجه في أولها، ومباراة واحدة كفيلة بإنهاء المهمة.. لن نلوم الجماهير على قلقها لأن له أساساً، وثلاث مباريات كافية جداً لكشف هوية المنتخب، وأن الأمر لا يتطور.. هو يمضي بالمصادفة.. والتوفيق الذي منحك خمس نقاط، قد يتوقف عن مساندتك، طالما أنك لا تساند نفسك.
أفضل لاعب في منتخبنا طوال المباريات الثلاث، كان حارس مرماه خالد عيسى.. يعرف ألبرتو زاكيروني ماذا يعني ذلك جيداً، ونعرف نحن أيضاً.. بعض الأمور ليست بحاجة إلى خبراء.. المعاناة لا تحتاج إلى من يشرحها لنا، وألا تكون أنت، وأن تبدو تائهاً حتى وإن كنت على أرضك.
كل ما مضى في الدور الأول لكأس آسيا، ليس الحقيقة الكاملة.. كان هناك دوماً متسع لقبول بعض منها في انتظار أن تأتي كاملة فيما بعد.. تأهل «الأبيض» وفي الصدارة.. أي نعم كنا ننتظر أداء أفضل.. أي نعم عانينا لكننا تصدرنا.. ليس في إمكانك وأنت متصدر أن تغضب ولا أن تحزن.. لكن ليس بإمكانك أيضاً أن تطمئن، وتلك هي المشكلة.
تعادلنا مع تايلاند.. علينا أن نقر أن الأمور تتغير، فالبحرين التي ترهقنا وترهق كل الخليج في دورات الخليج، خسرت منها، وفاز «الأحمر» على الهند بهدف قاتل في الدقيقة الحادية والتسعين من مباراتهما معاً.. كل الفرق سواء، طالما وصلت إلى هنا.. أحياناً تتسبب قناعتك بأنك في مجموعة سهلة، في ألا تعطي كامل ما لديك.. هذا ما حدث معنا، لكن ليس أمام «الأبيض» اليوم سوى مواجهة الحقيقة.. في دور الستة عشر لن نجد عذراً ولا ترضية ولا متسعاً لأمنيات.. باختصار «تكون أو لا تكون».
«الأبيض» ليس في حاجة لنقول له ما له وما عليه.. ليس في حاجة لنصرح بقلقنا.. هو ذاته لديه ولا زال مثلنا ينتظر الأداء الأفضل، وأن يتطور الفريق تدريجياً، لكن وقت «التدريج» قد مضى.. هي مباراة واحدة، إما يكون هناك ما بعدها أو تكون هي النهاية.
عموماً، ليس لدينا سوى أن ننتظر، وأن نعول على أن لاعبي «الأبيض» يعلمون حقيقة الأمور، وأننا غضضنا الطرف كثيراً، لأننا نساند فريقاً يلعب باسم الوطن، من أجل أن يحقق حلماً للوطن، وعليهم في المقابل أن يثبتوا أنهم جادون في مسعاهم، وفي انتظار الحقيقة، ليس لنا سوى أن نتفاءل.

** كلمة أخيرة:
الكثير من القلق لا يفيد.. تفاءلوا فذلك يليق بالأمنيات