لا شك أن تجربة إقامة معرض الكتاب الإماراتي فرصة جديدة لتشجيع وحث الكاتب الإماراتي أن ينتج ويبدع في مجاله، ولا نشك أن التجارب الناجحة والمستمرة التي تقدمها الشارقة، وهيئة الشارقة للكتاب، غنية بالعمل والتجارب. وهذه التجربة الجديدة تحتاج لتضافر جهود الجميع لخدمة الفكرة والمعنى. ويحتاج هذا العمل لتوسيع دائرة التواصل والالتحام والمساهمة بالكتابة أو النشاط المصاحب أو حتى الحضور. لقد ولدت هذه الفكرة والأمل يحدو الجميع بأن تكون ناجحة، والمهم أن تبدأ الخطوة الأولى وأن يظل العنوان مشتعلاً ومنيراً.
يحتاج الجميع لرصد وقع الانطلاقة الأولى، وأن يستمع المعنيون لصدى التجربة ومدى نجاحها، خاصة أنها كانت مطلب ورجاء الكثير من المثقفين المحليين، لمساعدتهم على عرض إصداراتهم أمام جمهور واعٍ.
ولعل البرنامج المصاحب وقوته وتنوعه هو الذي سوف يقدم المعرض بصورة زاهية، وأعني أن التنوع في البرنامج وضخ تجارب جديدة في الطرح الفكري والثقافي على الساحة وأثناء المعرض قد يثير الكثير من التفاعل والنشاط. وليس بالضرورة أن تكون البرامج المصاحبة على الأنماط السابقة والمتكررة نفسها، وليس أيضاً بالضرورة أن يكون الحضور نفسه، ولا أن يكون الطابع الحكومي مضبوط الخطوات والخطاب والتفكير هو عنوان النجاح.. الآن تولد أجيال جديدة تختلف في نمط وطريقة الطرح، هذه العناصر يمكن أن تترك لها مساحة وفرصة أن تقدم الشكل الجديد. والجميل في هذه الفكرة والهدف والمقصد يولد الآن بفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صاحب المبادرات الرائدة، وكم نحن سعداء بهذه الفكرة وبهذه البداية، إنها شمعة تضاء الآن وعلينا جميعاً أن نوفر الظروف والبيئة لكي تبقى مشتعلة ودائمة الضوء.
بالتأكيد لا نشك لحظة أبداً بأن الانطلاقة والبداية سوف تكون ناجحة وموفقة بحكم خبرة وتجارب هيئة الشارقة للكتاب، وحده الجمهور هو الذي يحتاج إلى التحفيز والتشجيع والحث على المشاركة والتفاعل مع التجربة، واختيار التوقيت والمكان هو نصف النجاح دائماً. لكل عمل بداية تحتاج إلى مزيد من الإعلان والإعلام لتصل الفكرة للقاصي والداني. ستبقى الشارقة حاملة لمشعل منير دائم الضياء في المحافل الثقافية والعلمية والفكرية كافة، وهذه واحدة من الأفكار الجديدة والمنتظر منها الكثير.