برغم أن «الهدف الذهبي»، أو بمسماه القديم «الهدف القاتل»، اختفى من ملاعب العالم، باستثناء الكرة الشاطئية، منذ عام 2004، بعد أن تم تطبيقه للمرة الأولى، في بطولة الأمم الأوروبية عام 1996، إلا أن «شبيه الهدف الذهبي»، أطل برأسه في البطولة الحالية، وبالتحديد في آخر جولات المجموعتين الأولى والثانية، وأبعد الهند وصعد بالبحرين، بينما أخرج المنتخب السوري، وعزز صعود أستراليا حامل اللقب إلى الدور الثاني.
ولم تكن الدقيقة الأخيرة في المجموعتين، إلا بمثابة نقطة فاصلة لترتيب أوراق المجموعتين، وبينما كان يستعد «الأحمر» البحريني للرحيل، بالتعادل السلبي مع الهند الذي كان يكفي لتأهل المنتخب الهندي، للمرة الأولى في تاريخه إلى الدور الثاني، إذ بالمنتخب البحريني يستثمر ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم تا تا شيف في الدقيقة 91، ليسجل الهدف الذي أهداه أول فوز في البطولة الحالية، ومعه بطاقة التأهل إلى دور الـ16.
ولم يختلف الوضع كثيراً في لقاء أستراليا وسوريا في ختام المجموعة الثانية، وبينما كان الفريقان قانعين بنقطة التعادل، إذ بلاعب المنتخب الأسترالي توم روجيك، يسجل هدف الفوز في الدقيقة 93 «شبيه الهدف القاتل»، ومعه وصل الأسترالي إلى النقطة السادسة، بينما توقف الرصيد السوري عند نقطة واحدة، لا تسمن ولا تغني من جوع، ليغادر السوريون إلى دمشق بدلاً من أن يكملوا المشوار إلى الدور الثاني.
وبالتأكيد يستحق المنتخب السوري أكثر من وقفه، بعد أن ودع المشهد الآسيوي، بخيبة أمل كبيرة، وبنقطة «يتيمة»، كسبها من شقيقه الفلسطيني.
والإخفاق الآسيوي لم يكن سوى نتيجة طبيعية، لما سبق المشاركة الآسيوية من سوء إعداد نتج عنه انهيار بدني في نهاية مباراة أستراليا، وظهر جلياً في مباراة فلسطين، برغم أن «الفدائي» أكمل المباراة بعشرة لاعبين، بعد طرد لاعبه محمد صالح في الدقيقة 68.
كما أن ذلك التعادل أربك حسابات الفريق أمام شقيقه الأردني، فخسر بهدفين نظيفين، ووضع الفريق تحت ضغط هائل أمام أستراليا.
ولا بد أن يراجع الاتحاد السوري كل حساباته، بعد مرارة الإخفاق، فما شاهدناه خلال البطولة لا يمت من قريب أو بعيد، بما قدمه المنتخب السوري في تصفيات كأس العالم الأخيرة، وكان قاب قوسين أو أدنى من مواصلة المشوار إلى مونديال روسيا، لولا تعثره في العقبة الأسترالية، عندما خسر في سيدني في الدقيقة 109 من المباراة، عقب أن تعادلا بهدف لكل منهما في مباراة الذهاب، بعد أيام من تألقه في ستاد آزادي، وتعادله مع إيران، وتسجيله الهدف الوحيد الذي مني به المرمى الإيراني طوال التصفيات.
××××
قبل مواجهة العراق وإيران، بدا الحماس واضحاً في تصريحات السلوفيني كاتانيتش مدرب العراق والبرتغالي كارلوس كيروش مدرب إيران، وبلغ الحماس أقصى درجاته، عندما أكد كاتانيتش أن منتخب العراق لا يخشى الأرجنتين، ورد عليه كيروش بأن منتخب إيران لا يخشى برشلونة، ونسي المدربان، وكل منهما سبق له تدريب منتخب الإمارات، أن منتخبيهما يشاركان في بطولة آسيوية لا علاقة لها بالأرجنتين أو برشلونة، وكان من الأوقع أن يؤكد كل منهما أن فريقه لا يخشى أي فريق بالبطولة، بدلاً من الذهاب بعيداً خارج البطولة ووضع «التانجو» و«البارسا» في جملة مفيدة في بطولة لا علاقة لهما بها.
إنها تصريحات لا هدف لها سوى الاستهلاك المحلي ومغازلة الجماهير!.