الشكر الجزيل لقيادتنا الرشيدة وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، الذي بذل الغالي والنفيس ليصبح جواز سفر دولة الإمارات الأول عالمياً وهذا فخر وعز نعتد به.
وعندما دعوت للسفر إلى جمهورية كولومبيا قلت في خاطري: فرصة أخرى في عام التسامح. والمُطلع على تاريخ كولومبيا يعي جيداً أن السياسة والأعراق والبيئة والفنون بأنواعها قد أهدت هذا البلد اختلافاً وحدها. العارف ينأى عن الصورة النمطية التي روجت لها المسلسلات المُغرِضة وليس القصد من وراء هذه الجملة بلاد البن والمارينجي بل طالت هذه الصورة المغالطة لواقع الشخصية العربية. بعد محاضرة عن عام التسامح سألني أحد المغامرين: «هل من الصحيح أن المرأة لا تجد لها دوراً في مجتمعاتكم؟» فقلت له: «دعوني أخبركم عن الباني المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد -طيب الله ثراه- وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك -أم الإمارات- حفظها الله، لقد عملا سوياً بلا كلل ولا ملل على تعليم المرأة وتعزيز مكانتها وها أنا أقف أمامكم بعد أن كان سفر المرأة من ضروب الخيال والمستحيل»، وبالنسبة للكلمة الأخيرة دعوني أخبركم بأنه لدينا وزارة اللامستحيل! قفز أحد الحضور قائلاً: وهل في دولة الإمارات أحد منا؟ فقلت له: لقد اختارت أكثر من 200 جنسية العيش والعمل في بلادي ومن بينهم من دون أدنى شك من أهل كولومبيا الذين تجاوز عددهم 14 ألف مقيم. وهذا عددٌ نفتخر به عندما نقيس مسافة السفر بيننا وبين هذا البلد الجميل.
تحدثت معهم عن التاريخ الإماراتي العريق الذي تضرب جذوره في أعماق الإنسانية مما تناولت الحديث عن العادات والتقاليد وآداب صب القهوة وكرم الضيافة في الإمارات والتي لا يبدأ العمل أو الاجتماع إلا بها وقدمنا لهم بعض القهوة وتحدثنا عن الحضارة والثقافة والممارسات اليومية. أمامي وجدت جمعاً غفيراً يتعطش لمعرفة الآخر والتعاون معه لرسم مستقبل يعتمد على جسور المودة والسعادة المشتركة.
للعارفين أقول: فداء الوطن واجبٌ لا نحيد عنه وفي كل فرصة تتاح سنخبر العالم عنا وعن ما بناه الأب المؤسس وما رسخت قواعده القيادة الفذة. عيشي بلادي وطالما نتنفس الهواء سنعيش في عشقٍ وإن فني الجسد وفاضت الروح.. وسنعمل حتى يقول العالم عنا «الإمارات وما أدراك ما الإمارات» نموذج التسامح والإنسانية. ومن كولومبيا إلى طريق الحرير... والحزام وما بينهما.