يقدم قادتنا وشيوخنا دروساً جميلة رائعة المعاني بجمال وروعة القيم الإماراتية الأصيلة، وهي دروس لأجيال اليوم والغد، بما تعني الكلمة من معنى، والصورة من دلالات.
أمس الأول، كنا أمام درس جديد متجدد، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة يعزي ويواسي أسرة مدرّسه جاسم بوشعر في المنامة برحيل والدهم المربي الفاضل، والذي كان ضمن مدرسي أول بعثة تعليمية من البحرين الشقيقة جاءت إلي أبوظبي ستينيات القرن الماضي وحتى أوائل السبعينيات مع قيام الدولة، وتتلمذ سموه على يديه، وعدد من سمو الشيوخ، إلى جانب عدد من أبناء الدولة ممن يشغلون اليوم مناصب ومواقع قيادية رفيعة.
لفتة نبل ووفاء ليست بالغريبة على من نهلوا من معين النبل والوفاء لزايد الخير، طيب الله ثراه، وهي تجسد مقدار الاعتزاز والتقدير للمدرس والمعلم ورسالته السامية.
كنت مساء أمس الأول في اتصال هاتفي مع فهد بوشعر نجل الفقيد، وهو يعبر عن امتنانه وإخوانه وأفراد أسرته كافة للأثر العظيم الذي تركته في نفوسهم تعازي «بوخالد» ومواساته لهم في مصابهم الجلل، واصفاً أثر مشهد دخول الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان سفير الدولة لدى مملكة البحرين مجلس العزاء في المنامة، ناقلاً تعازي ومواساة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في معلمه الذي يظل في الذاكرة والوجدان مهما تعاقبت الأيام والسنون، علاقة لا تنتهي بنهاية العام الدراسي أو الحصة، فهي علاقة تقدير وإجلال لكل«من علمني حرفاً». ولا زلنا نتذكر زيارة سموه لمعلمه أحمد إبراهيم مندي التميمي في منزله بمدينة خليفة في أبوظبي قبل نحو عامين، والذي كان هو أيضاً مدرساً لسموه في ذات المدرسة مع الفقيد الراحل جاسم بوشعر في مدرسة الكندي بالعاصمة.
كما نتذكر ضمن محطات الوفاء النيرة، حرص سموه على إيفاد ممثلين من سفارتنا في العاصمة الكندية اوتاوا لحضور مراسم تشييع سيدة كانت ضمن الطاقم الطبي والتمريضي للمستشفى الذي كان يُعرف باسم«كند» في مدينة العين خمسينيات القرن الماضي، المستشفى الذي قدم لأهالي العين خدمات حيوية كانوا في أمس الحاجة لها في تلك الحقبة.
قيم عظيمة ورسائل جليلة برسم الأجيال تضيء لها الدروب بقبسات من نور وضياء بتوقيع محمد بن زايد، حفظه الله، وشيوخنا أجمعين.