يصادف اليوم السادس والعشرون من يونيو، اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والذي تشارك الإمارات العالم في إحيائه بالتأكيد بأن حربها على هذه الآفة المدمرة حرب ومعركة متواصلة لا هوادة فيها أو تهاون، لأنها آفة تستهدف أغلى ما تملكه الدول والشعوب، وهي ثروة الشباب عماد بناء الأوطان ونهضة البلدان.
وقبل أيام قلائل من حلول المناسبة، وجهت شرطة أبوظبي ضربة قاصمة لتجار ومهربي المخدرات من خلال عملية «الضربة الموجعة» التي تعد إحدى أكبر العمليات لرجال العيون الساهرة على مستوى الدولة، حيث ضبطت 423 كيلوجراماً من مخدري «الهيروين» و«الكريستال»، مخبأة بتجاويف سرية في قطع غيار المركبات. وقبضت خلال العملية النوعية على عصابة مكونة من 12 آسيوياً موزعة في أنحاء متفرقة من الدولة وبحوزتهم الكمية المضبوطة إلى جانب نصف مليون من الأقراص المخدرة «الكبتاجون».
وإلى جانب هذه الضربات الموجعة لعصابات وتجار السموم، فإن الإمارات تدير معركتها في مواجهة المخدرات على أكثر من صعيد، ومنها الجانب التوعوي الذي تُركز عليه لتنبيه النشء والشباب وتحصينهم من مخاطر الانزلاق لدروب الانحراف والتعاطي والإدمان. وأطلقت من خلال وزارة الداخلية والإدارات الشرطية حملات التوعية تلو الأخرى، وقد تعززت بجهود ومبادرات تشريعية للتعامل مع المتعاطي وعلاجه وتخليصه من هذه الآفة المدمرة والتي تقوضه كإنسان وعنصر يُعول عليه لخدمة نفسه وعائلته ومجتمعه.
وفي هذا الإطار نحيي الجهد النوعي الكبير للمركز الوطني للتأهيل وهو ينتشل مَن قادتهم الظروف ورفقة السوء للوقوع في مستنقع الإدمان، ويساعدهم على استعادة عافيتهم ليعودوا أسوياء يساهمون في بناء مجتمعهم، بكل احترافية وسرية تامة إدراكاً من المركز لمسؤولياته وأهمية كل مواطن تجاه وطنه وأسرته. جهد كبير للمركز الذي قدرت دراسة أصدرها مؤخراً تكلفة فقدان الإنتاجية لمرضى الإدمان بنحو 17.5 مليار درهم، ناهيك عن تكاليف المنشآت الإصلاحية والعلاج التي تقدر بأكثر من ثلاثة مليارات درهم. بحسب الدراسة التي أجريت بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات، وكشفت أيضاً أن الإدمان يكلف معظم الدول ما بين 2-4 في المائة من إجمالي الدخل القومي.
وإذ نحيي الجهود العظيمة للعيون الساهرة لرجال المكافحة وكذلك المركز الوطني للتأهيل، نجدد دعواتنا بتطبيق عقوبة الإعدام المنصوص عليها في القانون بحق تجار السموم وكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار بلادنا.