قد يتفاجأ البعض أن أصف المنتخب الهندي بالخاسر الأكبر من دور المجموعات في أمم آسيا، ولا أقول مثلاً إنه المنتخب السوري.. السبب أن المنتخب الهندي هو الأكثر تطوراً في نظري بين كل المنتخبات الـ 24 المشاركة في النهائيات، فقد كانت الهند محطة عبور لأي منتخب في آسيا مهما كان حجمه، فباتت رقماً لا أقول صعباً، بل رقماً يُحسب حسابه، ولا يمكن اعتباره تحصيل حاصل وهذا أول.
ثانياً وأتمنى أن لا يغضب أحد من كلامي بالمنتخب الهندي كان بشهادة كل النقاد هو الأفضل في المجموعة الأولى، من حيث التجانس والتفاهم واللياقة، فقدم مباراة مذهلة مع تايلاند، وفاز بالأربعة ثم قدم مباراة جيدة جداً، وخسر من الإمارات، وقدم جهداً خارقاً أمام البحرين، وخسر في الدقيقة الحادية والتسعين، بعدما كان سيصنع التاريخ، ويتأهل للدور الثاني، في الوقت الذي خرجت فيه منتخبات كبيرة بنقطة واحدة مثل سوريا مثلاً.
البطولة خسرت بخروج المنتخب الهندي أحد أكبر جماهيرها، ففي المباراة أمام أصحاب الأرض، حضر جمهور هندي كبير، في مشهد لا يتكرر كثيراً لا في الهند ولا خارجها، لأن كرة القدم ليست اللعبة الشعبية الأولى ولا الثانية، ولهذا أتمنى فعلاً دراسة التجربة الهندية، إن كان في الدوري، أو في تغيير مفاهيم مضى عليها عقود، أو في التحضير البدني والذهني للاعبين، وليس عيباً أن نتعلم من أحد، والكلام للدول التي ما زالت تحاول ترك البصمة على الكرة الآسيوية، وما زالت تمارس نفس الأساليب العتيقة التي أكل عليها الزمان وشرب، ولم تعد تنفع من التطور المذهل الذي يحدث في عالم الكرة في كل أرجاء الدنيا.
الكرة انتقلت من مجرد نشاط رياضي إنساني، إلى صناعة وتجارة واحتراف وبورصة تتأثر بشكل كبير، بما يحدث في العالم من متغيرات، وبالتالي يجب أن ندخل نحن هذا العالم بالشكل الصحيح، مستفيدين من تجارب الآخرين الفاشلة أولاً قبل الناجحة، لأن الفشل هو الطريق الممهد للنجاح، ويجب أن نتعلم أن لا نمر على إخفاقاتنا مرور الكرام، بحيث ننسى كل انفعالاتنا مع أول بادرة فرح تليها إخفاقات.
مبروك للهند منتخب يبدأ رحلة الظهور بين الأقوياء ولو بعد حين.