دائماً ما تحمل حقائب سفرنا من أحاديث وحكايات، نضمنها حين رجوعنا الذاكرة، بعضها لمزيد من المعرفة، ومجالدة أيام الحياة، بعضها للتندر، وخلق روح الفكاهة، بعضها الآخر نشاطر بها الناس، لعلهم يقرأونها بطريقتهم المختلفة، وهنا شيء من صيد المسافر، وعفو الخاطر، دونتها عبر كثير من الأسفار في مختلف الأمصار:
* بعض الناس تخصص ضرائب المطارات، تجده يعرف كل صغيرة، وكبيرة، ولا يسامح أو يتسامح في أي مبلغ، ولو كان لا يمكنه أن يشتري به فانيلة «محلطّة» على أساس أنها «كاجوال»، تجده يحرص كل الحرص على تحصيل الضرائب المرتجعة، أكثر من حرصه على التسوق والتبضع، ويجد متعة في استرداد نقوده، ولا يفرط في شروى نقير، طبعاً هناك نسوان يمكن أن يتركن المحل، لأن خصومات الضرائب لا تحصل فيه مباشرة، إنما في منافذ الحدود، وهذا يتطلب أوراقاً وأختاماً، والأهم يتطلب نفل الثياب نفلاً أمام مفتشي الجمارك، وفتح الحقائب، وجماعتنا غير أنهم يستحون، و«تعورهم وجوههم» أمام ما يستّل من الحقائب النسائية لغرض التفتيش، والتحقق من البضائع المشتراة، خاصة المفتش الجمركي الإنجليزي، وإذا كان من أصول آسيوية «يا ويلك»، هذا غير أن جماعتنا يصلون المطارات في آخر لحظة، مربكين، ومرتبكين، لكن أغلبهم «يتعايزون» عن ختم تلك الأوراق التي حرص وقتها أن يكبد المحل أوراقاً، ومعاملات، وطوابع مالية، وحمل جواز سفره الأصلي معه، لكن جهله بمثل تخليص تلك التعاملات بيسر، وكسله، يغيب أموالاً كثيرة على العرب، والخليجيين بالذات، خاصة وأن هناك شبه توصية غير مكتوبة لتضليل السياح في استرداد أموال الضرائب أو على أقل تقدير، الإيحاء بتعقيد أمور الاسترداد، وتذمر الموظفين، وامتعاضهم عند السؤال، ما يحبط السائح بعض الشيء، لذا تأسست شركات دولية مهنتها مثل تلك المعاملات، لكن ربعنا، مب فاضيين على «حشرة الرأس»، والمراسلات، وأولهم أنا، فلا شيء يوترني في السفر مثل أمرين: التسوق النسائي، وكأن الواحدة منهن مثل «أم أربع وأربعين» تمشي وتبدو كأنها تمشي للخلف، وفي الوقت نفسه، تشعرك أنها قادرة على مطاردة كل شاردة وواردة، مثل الطهف، تريد أن «تلايم» كل شيء في طريقها، والأمر الآخر هو تحصيل الضرائب على البضائع المشتراة من المطارات كـ«موني ريفند» تظل تركض ذليلاً من شباك زجاجي لطابور فيه ألف ياباني وألف صيني بشنطهم المثقلة، وأوراق التخليص غير مكتملة، ولديهم كثير من الأسئلة التي لا تنتهي، فيرتفع ضغطك، ويكثر توترك، خاصة وأن ثلاثة من أولادك كل واحد يصيح يريد شيئاً!
* قال رجل مرة: لا تجعل حياتك رهن امرأة، مهما كانت عزيزة، فالحياة عزيزة أكثر!
وقال آخر: أعمى من قادته امرأة!
وقال آخر: ما أجملها حليلة، خليلة، وما أخيبها دليلة!
- وأقول: هي البصر والبصيرة، وما الحياة لولا امرأة بصيرة!