كلام إيران عن العلاقات مع دول الجوار، ينطبق عليه المثل الشعبي (أسمع كلامك يعجبني، أشوف فعالك أتعجب)، كلام باطني مثير للسخرية، والاستفزاز أيضاً، فعندما نسمع ما يتقيؤه ساسة إيران، نشعر أن هذه الدولة تجيد اللعب على الحبال والقفز على مراحل التاريخ، بكل جدارة.
في كل يوم، نسمع رغبة إيرانية بالحوار مع دول الجوار، وبالذات مع دول الخليج العربي، وما أن نلتفت يمنة أو يسرة في عالمنا العربي، الذي أنهكته جراح التمزق، نجد مخالب إيران المسمومة، مغروسة في هذا الجسد العربي، نجد الحقد الإيراني على كل ما هو عربي، متفشياً حتى نخاع العظم.
حسن نصرالله في طلعاته البهية، يستند إلى صورة الخميني، ويتكئ على حبل الوصل غير المحمود ودعم إيراني غير مشهود لهذا الحزب، الذي حوّل لبنان إلى مستعمرة إيرانية تخوض معاركها العبثية والعدمية ضد وحدة لبنان وسيادته، تحت ذرائع وهمية أشبه بالحمل الكاذب، فالقدس العربية أصبحت شمّاعة الحزب، التي يعلق عليها أكاذيبه بمزيد من الهذيان، والغثيان، والهيجان، مستقطباً مشاعر السذج، والتابعين.
وفي اليمن هناك، نجد ذيول إيران ملتهبة بجنون العظمة، وأوهام فرعون في الوصول إلى السماوات العلا. أما العراق، فحدِّث ولا حرج، فهذا البلد رغم كل محاولات انعتاقه من ربقة الهم والغم الإيراني، إلا أنه لم يستطع، ولم يتمكن بعد، من كشط الصدأ السوداوي، الذي ترسب في بعض النفوس الرخيصة، والتي وضعت البلد العريق تحت سطوة الشعارات الطائفية، واندفعت خلف حكايات وهمية، كما يفعل الصغار عندما تثير حفيظتهم الأمهات، حول خرافة أم الدويس وبابا درياه.
أما في سوريا، فيعمل الحرس الثوري هناك، كسدنة يحرسون الفراغ، وفي أيديهم معاول الهدم التي يحفرون بها قبور الأبرياء من أبناء الشعب السوري، وكل ذلك يتم بحجة الاستعداد لاستعادة القدس من أيدي المحتل الإسرائيلي، ومنذ أربعين عاماً وهذا الشعار يرتفع على هامات كل الذين يحلمون بتحرير القدس، ولكن لم يحدث أي شيء، ولن يحدث، لأن الكذبة صارت أكبر من حجم العمامة، والعمامة صارت أفعى تلتف على أعناق الأبرياء، والأبرياء مازالوا في مرحلة الطفولة، وأمهم (الرؤوم) تخون العهد كما في شهرزاد وشهريار، وحبل الكذب مازال طويلاً، لأن ليل العرب لم يزل في أوله، فهناك من العرب من يصدقون الكذبة، ويركضون خلفها إلى أن ينشف الريق، ويكبر الحريق، ولكن أيما كان الحلم الإيراني مجوسياً، أو طائفياً، فإن الشرفاء الذين كسروا الحلم الإيراني على أعتاب أثينا، لن يكونوا أعظم بسالةً من شرفاء العروبة، وانكسار كسرى أمام بأس عمر بن الخطاب رضي الله عنه، خير دليل على أن حبل الكذب قصير مهما امتد.