حتى قبل انطلاق البطولة بساعات، كانت اليابان هي المرشح الأول لنيل اللقب، الكثير منا لا يعرف اللاعبين ولا المدرب ولا الجيل السابق، هل تغير أو لا.. فترشيح منتخب اليابان للفوز بالبطولة الآسيوية هو أشبه بانطباع أن الفريق «الأزرق» يتفوق على الجميع، وكأنه رسخ هيبته، حتى المنافسين به، بأنه لن يكون سوى بطل أو منافس شرس على اللقب!
ولكن اليابان التي تنتصر لم تقنع أحداً، ورغم ذلك فإنها تتصدر الترشيحات، أداؤها لا يزال عادياً، ولم تشعل الرهبة في قلوب منافسيها، ولكنهم لا زالوا لديهم الثقة بأنها ستهزمهم!
حين تذكر اليابان لابد أن تذهب لكوريا الجنوبية، والتي قدمت كرة راقية في المباراة الثالثة لها في المجموعة، عكس أول مباراتين، وكأنها تقول إن الجد سيبدأ من هنا، المنتخب «الأحمر» لا ينجح دائماً في هذه البطولة، ولم يحقق اللقب منذ أربعة عقود، ولكن غالباً ما يكون مرشحاً.. فهيبته في الكروية الآسيوية محفوظة دائماً!
المثالان يثبتان أن الانطباع، هو من يسيطر علينا، وعلى وجهات نظرنا، وهو لا يأتي بين ليلة أو سنة، بل يحتاج لمدة طويلة قد تتجاوز العقود، حتى يترسخ ذلك في الأذهان لتقتنع به، مثل الانطباع الذي يترسخ لدى كل العالم العربي، بأن المعلق يوسف سيف مثلاً الذي يعلم الجميع أنه لا يعي ما يقول، ولا يفهم عما يتحدث، ولا يدرك ما يتفوه به، فهذا الانطباع لم يأت من فراغ، فهو يعيش في عالم آخر بعيداً عن الواقعية والحقيقة.. وأمثاله العتب عليهم مرفوع شفاهم الله!
والأمثلة على الانطباع الراسخ لا تنتهي في هذه القارة، فالتحكيم لا يزال في عقول متابعي الكرة الآسيوية مترنحاً لم يتطور، ولم يواكب تطلعات أهل القارة، فيكفي حين تحججت لجنة الحكام لغياب «الفار» قالت تارة بسبب التكلفة المالية، وتارة أخرى عدم وجود كفاءات تحكيمية من فئة النخبة من ناحية العدد تستطيع تغطية متطلبات تقنية الفيديو في مباريات الدور الأول ودور الـ 16.. فطريقة عمل هذا الاتحاد هي من الثوابت المترسخة بأنه لن يتطور مهما ادعى.. فهو ينكشف في أول اختبار!
ملاحظة: استغربنا غياب رئيس الاتحاد، ولكن النائب موجود ظهر في أكثر من مناسبة، وله منا التقدير على أدواره.

كلمة أخيرة
بدأ الجد.. اربطوا الأحزمة!

عمران محمد