في الوقت المناسب، كشر «شمشون» الكوري عن أنيابه، وتخطى سور الصين العظيم بهدفين نظيفين، انتزع بهما الصدارة، بعد أن ضمن التأهل من الجولة الثانية إلى الدور الثاني. وفي الوقت المناسب، انضم النجم الكوري الشهير سون سفير كوريا في الدوري الإنجليزي، حيث يعد أحد أبرز نجوم فريق توتنهام هوتسبير الذي كان ينافس حتى وقت قريب على صدارة «البريمييرليج». وفي الوقت المناسب، أبهر الكوري الجميع، بأداء هو الأقوى، والأكثر إقناعاً حتى الآن، عندما حاصر المنتخب الصيني بقيادة مدربه الشهير مارشيلو ليبي في نصف ملعبه معظم فترات المباراة، وانتزع منه الصدارة التي لم يهنأ بها كثيراً، عندما دخل الجولة الثالثة متفوقاً بفارق الأهداف عن نظيره الكوري.
وأثبت المنتخب الكوري، الفائز بلقب أول نسختين لتلك البطولة، أنه سيكون رقماً صعباً في الدور الثاني، إذ يجمع ما بين جماعية الأداء والمهارات الفردية واللياقة البدنية العالية، ويكفي أن ليبي مدرب الصين وحامل لقب كأس العالم عام 2006 مع إيطاليا، لم يجد ما يقوله بعد المباراة سوى «مين يقدر على كوريا»؟ لقد تأهل «شمشون» إلى دور الـ16 بالعلامة الكاملة «9 من 9»، وبأداء «كامل الدسم» أمام منافس جاء إلى الإمارات يحدوه الأمل في معانقة اللقب الآسيوي للمرة الأولى.
×××
كافأت البطولة منتخب قيرغيزستان، في ظهوره الأول بالنهائيات الآسيوية، بفوزه على الفلبين بثلاثة أهداف لهدف، فحقق إنجازاً تاريخياً بالتأهل إلى الدور الثاني، وملاقاة منتخب الإمارات صاحب الأرض والجمهور يوم الاثنين المقبل، لتحديد من يستحق أن يكون أول الصاعدين إلى ربع النهائي.
والمراقب لمسيرة منتخب قيرغيزستان، يلاحظ أن الفريق لم يكن لـ «قمة سائغة» أمام منافسيه، برغم أن القرعة أوقعته ضمن مجموعة قوية، ومع ذلك خسر بصعوبة شديدة أمام الصين بهدفين لهدف بأخطاء فادحة من حارس مرماه، بعد أن كان متقدماً بهدف، وفي مباراته مع كوريا الجنوبية خسر أيضاً بصعوبة وبهدف نظيف، وعندما واجه منتخب الفلبين في الجولة الأخيرة للمجموعة، انتزع فوزاً مستحقاً بثلاثة أهداف، تأهل بها إلى الدور الثاني، بينما حجز منتخب الفلبين تذاكر العودة إلى مانيلا! وما قدمه قيرغيزستان في الدور الأول يفرض على «الأبيض» عدم الاستهانة بالمنتخب القادم من الصفوف الخلفية الآسيوية، أملاً في صناعة تاريخ جديد على أرض الإمارات.
×××
حقق المنتخب الإيراني كل ما سعى إليه بتعادله مع العراق في «ديربي» غرب آسيا، عزز صدارته للمجموعة، واحتفظ بشباكه نظيفة، كما قدم العراق واحدة من أفضل مبارياته، بعد أن عالج إشكالية قلب الدفاع، وهدد المرمى الإيراني، في أكثر من مناسبة، وأثبت أنه يتطور من مباراة إلى أخرى، أملاً في استعادة ذكريات 2007، وما أغلاها من ذكريات.
×××
خروج منتخب اليمن ليس مفاجأة بأي حال، فالمنتخب الشقيق أتى إلى الإمارات من دون أن يرشحه أحد للتأهل إلى الدور الثاني، برغم منافسته فيتنام على المركز الثالث بالمجموعة التي تأهل منها منتخبا إيران والعراق مبكراً إلى الدور الثاني، بينما خسر اليمن مبارياته الثلاث، واستقبلت شباكه عشرة أهداف من دون أن يسجل هدفاً واحداً!
كل تلك النتائج السلبية لم تكن سوى نتاج طبيعي للظروف الصعبة التي يعاني منها اليمن الشقيق على كل الصعد، والتي نتمنى أن يتجاوزها حتى يعود «سعيداً» مثلما كان.