قد تكون رواية الأديب الروسي الشهير فيودور دوستويفسكي «الجريمة والعقاب»، التي كتبها عام 1866 من أمهات الكتب في العالم، والتي تحدثت عن نوازع النفس البشرية وترددها ومشاكلها، والأهم الحالة النفسية المرتبكة عند ارتكاب الخطأ، والتي قد تسمح بارتكابه في لحظة ضعف ثم يبدأ الضمير بالتحرك والتسبب بحالات ندم على ذلك الخطأ وصولاً إلى الاعتراف به.
لذلك قالت العرب قديماً: «من كان لديه ضمير فلا حاجة لمن يحاسبه».
كلنا بشر وكلنا خطاؤون، لهذا فليس من الحكمة أن نزيد من مساحة أخطاء الآخرين ونذلهم بها بل علينا فهم الأسباب التي جعلتهم يخطئون ثم معاقبتهم عقوبة تأديبية وليست إقصائية، خاصة إذا كان الخطأ ليس جرمياً ولا جنائياً بل خطأ سلوكياً أو عن سوء فهم وتقدير كما يحدث مع البعض في حالة تعاطي منشطات محظورة أو خلاف مع زميل أو مدرب أو سهر أو تدخين أو عشرات الأمور، التي يمكن أن تحدث مع الشباب المراهقين، ونحن نعرف أن اللاعبين جميعهم في سن ما بين 18و30 سنة، وهي سن تفتقر للنضج لدى الغالبية مع الكثير من الاستثناءات طبعاً.
وهناك عشرات وآلاف الأمثلة على نجوم كبار جداً جداً، أخطؤوا ووقفت دولهم وصحافتهم والغالبية من الناس معهم مثل ما حدث مع مارادونا مثلاً حتى عاد من إدمانه ومشاكله ووصل لمركز القيادة في منتخب بلاده.
إذاً العقوبة هدفها هو التأديب وليس الإقصاء، ولهذا أطالب كل الزملاء الإعلاميين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي بعدم تهويل أخطاء الآخرين، خاصة اللاعبين منهم، لأنهم بشر مثلنا ولأنهم موهوبون ومبدعون ومشهورون وأغنياء، لذلك فكل شيء وارد في حياتهم المهنية «القصيرة»، والعقوبات الطويلة مثل الإيقاف لسنتين أو ثلاث، أو التهديد بالإيقاف مدى الحياة قد تماثل عقوبة الإعدام بالنسبة لهؤلاء.
أتمنى دائماً أن نحاول مساعدة نجومنا حتى لو أخطؤوا، فهم في النهاية أبناؤنا، مع التأكيد على أن الخطأ مرفوض، خاصة وأنهم قدوة، ولكن أتحدث عن أخطاء المرة الأولى، أو الأخطاء البشرية القابلة للتصحيح بعد التوبة عنها والوعد بعدم تكرارها، لأن هناك شيئاً في هذه الحياة اسمه «الفرصة الثانية».