يوماً بعد يوم، تبوح بطولة الأمم الأفريقية بأسرارها، في حين لم يقدم منتخب مصر، صاحب الأرض والجمهور، ما يشفع له المنافسة على اللقب، فلا إمتاع ولا إقناع، ولا أداء يليق بمنتخب، سبق له الفوز باللقب سبع مرات، ويطمح في معانقة اللقب الثامن.
وفي مباراة الافتتاح، كان منتخب زيمبابوي أكثر إقناعاً من منتخب مصر، ولولا دعاء الوالدين لخرج زيمبابوي بنتيجة إيجابية بدلاً من الخسارة، وأمام الكونغو تكرر نفس المشهد، ولعب المنتخب شوطاً جيداً، قبل أن تعود ريما لعادتها القديمة، إذ تراجع منتخب مصر، بعد أن اختفى كالعادة عبد الله السعيد والنني ومروان محسن.
وعلى النقيض من حالة منتخب مصر، الذي لا يزال يبحث عن ذاته، شهدت البطولة ثلاث قمم في الجولة الثانية، استهلها «محاربو الصحراء» نجوم الجزائر بالفوز المستحق على أسود السنغال، بهدف رائع للاعب يوسف البلايلي، بتمريرة ولا أروع من بغداد بونجاح هدّاف آسيا، وأكمل «أسود الأطلس» النجاح العربي، بتكريس العقدة وهزموا أفيال كوت ديفوار بهدف يوسف النصيري، ليؤكد منتخب المغرب أنه يجيد التعامل مع «الأفيال»، حيث سبق لأبناء هيرفي رينارد أن اغتالوا أحلام الإيفواريين في تصفيات كأس العالم، وهزموهم في أبيدجان بهدفين، منحا المغرب بطاقة التأهل إلى مونديال روسيا.
وفي القمة الثالثة، أفلت أسود الكاميرون من الهزيمة أمام نجوم غانا، فاحتفظوا بصدارة المجموعة بعد أول تعادل سلبي بالبطولة.
أما «نسور قرطاج»، نجوم منتخب تونس، فلا يزالون يدورون في حلقة مفرغة، حيث التعادل مع أنجولا ثم التعادل بنفس النتيجة مع مالي، ليضطروا لانتظار مباراة موريتانيا، لعلهم يسجلون فوزاً يقودهم إلى الدور الثاني، والغريب في الأمر أن المنتخب التونسي كان أبعد ما يكون عن مستواه المعروف، ودفع ثمن أخطاء حارس مرماه فاروق بن مصطفى أمام أنجولا، والحارس البديل معز حسن أمام مالي، ليخسر أربع نقاط كاملة، وليجد الفرنسي آلان جيريس، مدرب تونس، نفسه في مرمى نيران الصحافة التونسية، التي اتهمته بتدمير المنتخب بسبب تغييراته غير المجدية، وعدم ضمه اللاعب علي معلول أفضل ظهير أيسر في أفريقيا.
حتى الآن، لا تزال الجماهير تبحث عن «النجوم العالميين» في البطولة، بعد تراجع مستوى المصري محمد صلاح، والسنغالي ساديو ماني، والمغربي حكيم زياش، ولعل الجولات المقبلة تعيد لهؤلاء النجوم توهجهم مرة أخرى.