ما حدث للمنتخب اللبناني، عندما ودّع «الإمارات 2019»، من الدور الأول، برغم أن كل الظروف كانت مهيأة في الجولة الأخيرة لتحقيق إنجاز غير مسبوق، فيه ما يكفي من درس وعبرة.
ولو كان المنتخب قد غادر بفارق النقاط أو الأهداف، لما شعرنا بحالة الأسف التي سيطرت على المشهد مع صافرة نهاية لقاء لبنان وكوريا الشمالية، والذي شهد أول فوز للمنتخب اللبناني بالبطولة، والذي عززه برباعية غير مسبوقة أيضاً.
والغريب أن لبنان دفع ثمن الإنذارات التي نالها لاعبوه في المباريات الثلاث، والتي رجحت كفة منتخب فيتنام، بعد أن تساوى الفريقان في كل شيء، فكان لابد من إحالة أوراق التأهل إلى قاعدة اللعب النظيف قبل الاستعانة بالقرعة لفض الاشتباك بين الفريقين، وأوضحت قاعدة اللعب النظيف أن فيتنام نال إنذارات أقل من لبنان، فخطف بطاقة التأهل إلى الدور الثاني، بينما غادر المنتخب اللبناني إلى بيروت.
وما حدث فيه ما يكفي من درس لمنتخباتنا العربية التي تعتقد أن الحصول على الإنذارات لا تأثير له، سوى إيقاف اللاعبين أو طردهم بالإنذار الثاني على أقصى تقدير، ونسوا أنها من الممكن أن تضيع عليك فرصة الفوز ببطولة، كما في حالة المنتخب اللبناني، أول ضحايا تطبيق قاعدة اللعب النظيف في كأس آسيا. ولم يستفد المنتخب اللبناني من الحالة التي تابعناها جميعاً في المونديال الأخير، عندما دفع منتخب السنغال فاتورة الإنذارات بالمجموعة الثامنة، وودع البطولة تاركاً بطاقة التأهل للمنتخب الياباني الأقل إنذاراً.
ويا أعزائي اللاعبين احذروا الإنذارات «المجانية»، بدلاً من البكاء على لبن الإنذارات المسكوب!
×××
بقدر ما أحبطتنا الجولة الأخيرة بسبب إنذارات لبنان، بقدر ما أسعدتنا بمنتخب عُمان الذي انتزع بطاقة التأهل في اللحظات الأخيرة لمباراته مع تركمانستان، واستطاع «الأحمر» أن يثبت أن كرة القدم ليست ظالمة على الإطلاق، بعد ما تعرض له من ظلم تحكيمي في مباراة اليابان، فقد أنصفته في الوقت المناسب، ومنحته بطاقة مستحقة، جسدت كل معاني التلاحم ما بين عناصر الكرة العُمانية، وما مشهد الحارس الكبير علي الحبسي وسط رابطة مشجعي المنتخب العُماني في مدرجات استاد محمد بن زايد، إلا تأكيد على هذا التلاحم.
وبرغم أن المهمة العُمانية ليست سهلة أمام إيران في الدور الثاني، إلا أن الدفعة المعنوية التي نالها الفريق في مباراة تركمانستان وأداءه الرائع في الشوط الأول أمام اليابان، تمنحنا الأمل في مواصلة الفريق لمشواره في البطولة.
××××
في مقال سابق ألمحت إلى أن المنتخب السعودي الشقيق يعاني عدة مشكلات قد تحول دون تحقيق طموحاته، منها غياب المهاجم الصريح، وكذلك تأثره بغياب نجمه سلمان الفرج صانع ألعابه، ولم أكن أتصور أن المشكلة أيضاً في الدفاع الذي كان وراء خسارة الفريق أمام قطر، وحلوله بالمركز الثاني في المجموعة.
×××
انتهت 36 مباراة ولم يتبق في المشهد الآسيوي سوى 15 مباراة فقط، ستحدد بطل القارة، وممثلها في كأس العالم للقارات، والتي تسبق مونديال 2022، ولا يزال الأمل يحدو الكرة العربية بممثليها السبعة في الدور الثاني في المنافسة على لقب البطولة، مع ضمان وصول فريق عربي على الأقل إلى ربع النهائي عبر لقاء قطر والعراق، مع الإشارة إلى أنه سيتم في الأدوار الإقصائية، أي من دور الـ 16، السماح بتبديل رابع في حال اللجوء إلى شوطين إضافيين لتحديد الفائز.