لا أعتقد أن البيانات هي الإجراء الرادع لمثل تلك الممارسات التي اعتدناها من تلك القنوات، وهي لن تكون أكثر من تسجيل موقف سيمضي مثلما مضت قبله الكثير من المواقف الخطيرة، والتي تستغل منابر الرياضة لأهداف سياسية خبيثة ليست غريبة، ولا هي جديدة على دولة اعتادت تسخير كل مقدراتها، من أجل بث رسائل الفتنة والشقاق، ومنذ القديم ديدنها التسلق على كل الحبال لتمرير أجندة دنيئة وفاسدة.
آن الأوان لكي تكون الرسالة أقوى والإجراء أكثر صرامة، وحان الوقت أن يعي القائمون على الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أنهم لا يمكن أن يقفوا موقف المتفرج الصامت، وهذه المخالفات تحدث على مرأى ومسمع من مسؤوليه، ومع ذلك لا يحركون ساكناً، وباتوا اليوم لا يقفون موقف الحياد كما يدعون دائماً، ولكنهم مشاركون رئيسيون في حملة القطريين للإساءة إلينا عبر منابرهم الإعلامية التي منحوها الحق الحصري في بث سمومهم إلى كل دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ربما كانت كرة القدم صفقة تجارية في نظرهم، ولكن من غير المقبول أن يكون من ضمن بنود هذه الصفقة الإساءة إلى الأوطان، وتلفيق الأخبار الكاذبة التي لا تستند على حقائق وبراهين، لا يمكن أن يكون التحريض على الدول والشعوب ضمن تفاصيل تلك الاتفاقيات المشبوهة التي حصلت بموجبها تلك القنوات على حقوق البطولات المختلفة وتم استغلالها من قبل مالكيها لبث أكاذيبهم وزيفهم، إلى أناس لا ذنب لهم سوى حب كرة القدم.
لماذا أكون مجبراً كمشجع إماراتي، وأنا الذي أدفع من حر مالي، مقابل متابعة مباريات كرة القدم وبطولاتها المختلفة، أن أستمع إلى تلك الإساءات والأكاذيب الشنيعة الموجهة لي شخصياً، ولماذا يفرض علي الاتحاد الآسيوي بل وحتى الدولي أن أدفع ثمناً باهظاً، ومع ذلك أستقبل تلك الرسائل السياسية التي تدس السم في كرة القدم، وتثير الشحناء والبغض والكراهية بين شعوب المنطقة، ولماذا يفرضون علينا أن نشاهد مباريات منتخباتنا على قنوات تجهر بالعداء لنا، وتضمر لنا الشر وبتعليق صوتي لا يكن لنا أي مشاعر من الود، ولكن يكن كثيراً من الكراهية والعداوة والحقد.
إذا كانت اللجان الإعلامية قد قامت بدورها في إصدار بيانات الشجب والتنديد بما تقوم به تلك القنوات التي لم تنشأ ولم يتم إنفاق المليارات عليها سوى من أجل استغلالها كأداة من أدوات الشر والفتنة، لذا لابد من موقف قوي من قبل الجهات المعنية، لا يجوز أن يتم إجبارنا على مشاهدة كرة القدم عبر قنوات معادية.