أمام الهزائم المدوية والمتتالية لأذناب إيران في اليمن، عملت المنصات المتحالفة والمؤيدة للعصابات الانقلابية الحوثية الإرهابية على ترويج أخبارها الكاذبة والزائفة حول انسحاب عسكري إماراتي من اليمن ووجود خلاف بين دول التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وسرعان ما تلقفت منصات التلفيق والخداع في الدوحة وبيروت ولندن وإسطنبول لتضخم الكذبة والفرية التي تناقلوها حتى صدقوها.
لا يستوعب هؤلاء الدجالون والمزيفون الحقائق الجارية على أرض هي مسرح لعمليات عسكرية متواصلة تتطلب تكتيكات ومناورات وإعادة نشر للقوات والتموضع حيثما تظهر الحاجة، خاصة مع السيطرة التامة للتحالف على الأجواء وإسناد التقدم الكبير لقوات الجيش الوطني والمقاومة اليمنية، وضيقوا الخناق على الميليشيات الانقلابية الحوثية الإرهابية التي تترنح تحت تلك الضربات ولم تعد تسيطر سوى على 15 بالمائة تقريباً من مساحة البلاد، فلجأت إلى اختطاف المدنيين واتخاذهم دروعاً بشرية وتجنيد الأطفال، وخرق المواثيق والعهود، ولعل أحكام «محاكم الحوثيين» بإعدام 30 مختطفاً مشمولين باتفاق تبادل الأسرى عقب «اتفاق ستوكهولم» أسطع مثال على الممارسات الخسيسة للميليشيات الإرهابية.
كما لا يستوعب هؤلاء المتآمرون على أوطانهم والناعقون من منصات الارتزاق أن الإمارات الشريك الرئيس للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف، ذهبوا لليمن استجابة لنداء الشرعية في بلد وضعته الأمم المتحدة تحت الفصل السابع، وأن لا مكان أو معنى لكلمة «انسحاب» طالما لم تتحقق الأهداف الكاملة لعملية «إعادة الأمل» والتي جاءت بعد «عاصفة الحزم» والمتمثلة في إعادة الشرعية ودحر الانقلاب ووأد المشروع التوسعي الإيراني وأداته «الحوثية» التي تهدد أمن واستقرار بلداننا الخليجية وهي ترسل الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات مستهدفة المدنيين والمنشآت الحيوية للمملكة. وكذلك اجتثاث شأفة الإرهاب وتنظيماته التي أرادت أن تتخذ من اليمن ملاذاً آمناً لها ومنطلقاً لاستهداف جيرانه، وكذلك تأمين الممرات المائية وحركة التجارة الدولية من خلالها.
كما تحاول تلك الأبواق التغطية على الجهد الإنساني الكبير والدعم الذي توفره الإمارات والسعودية لإعادة الحياة في مختلف مدن ومناطق اليمن بعد أن وضع الانقلابيون الحوثيون الشعب اليمني أمام أسوأ كارثة إنسانية في العصر الراهن.
ستظل الإمارات والسعودية معاً في خندق واحد كتفاً لكتف لاستعادة موطن العرب الأول من براثن الميليشيات الانقلابية الحوثية الإرهابية، ودحر المشروع الطائفي الإيراني التوسعي، وحتى إتمام المهمة والهدف باقون في اليمن.