لا شك أن وزيري الرياضة في كل من مصر والمغرب محظوظان، لأنهما لا يتوليان حقيبة الرياضة في الكونغو، فبرغم أن منتخبيهما غادرا بطولة أمم أفريقيا من دور الـ16 على يد بنين التي هزمت أسود الأطلس، و«أولاد» جنوب أفريقيا، الذين هزموا منتخب مصر في الدقيقة 85، فإن الوزيرين لم يتعرضا لما واجهه وزير الرياضة في الكونغو.
فما إن عادت بعثة المنتخب الكونغولي إلى مطار كينشاسا برئاسة هوجويس وزير الرياضة، حتى انهالت الجماهير بالضرب على معالي الوزير، وأوسعته ركلاً ولكماً ومزقت ملابسه، وبذل رجال الأمن جهوداً مضنية لإنقاذ الوزير من بين أيادي الجماهير الغاضبة التي كادت تفتك به، كل ذلك برغم أن منتخب الكونغو تأهل إلى الدور الثاني، ولم يخسر أمام مدغشقر إلا بركلات الترجيح.
والأغرب أن أحداً من الغاضبين لم يتوجه صوب أي عضو من أعضاء اتحاد الكرة المسؤول الأول عن الخروج من البطولة، عكس الحال في كل من مصر والمغرب، حيث وجد اتحادا الكرة في البلدين نفسيهما في قفص الاتهام، بعد أن تبخر حلم منتخبي البلدين وتحوّل، بين ليلة وضحاها، إلى كابوس.
××××
خروج منتخب مصر من دور الـ16 فجّر براكين الغضب في «الجبلاية»، وفتح ملفات مسكوتاً عنها لسنوات طويلة، وأثبتت التجربة أن عدم معالجة سلبيات المشاركة في المونديال قاد في نهاية المطاف لـ«نكسة 6 يوليو» !
ويبقى السؤال: هل سحبت بطولة أفريقيا من رصيد محمد صلاح، أم أن النجم المتألق في ملاعب أوروبا دفع فاتورة تعامله، بكل احترافيته، مع اتحاد كرة هاوٍ، انشغل بـ«السبوبة» على حساب أحلام جماهير الكرة المصرية؟
××××
عندما شارك منتخب المغرب في النهائيات الأفريقية، كان يحدوه الأمل في المنافسة بكل قوة على لقب النسخة 32، لاسيما أن التشكيلة تضم نخبة من اللاعبين الذين شرفوا الكرة العربية في نهائيات المونديال وخرجوا بصعوبة من مجموعة ضمت إسبانيا والبرتغال وإيران وبقيادة فنية للفرنسي هيرفي رينارد، الذي سبق أن نال اللقب الأفريقي مرتين مع كل من زامبيا وكوت ديفوار، وبرغم كل ذلك خرج «أسود الأطلس» من الدور الثاني نتيجة «الشللية»، التي ضربت الفريق في مقتل وأطاحت بالهدّاف عبد الرزاق حمد الله هداف الدوري السعودي بكل الكفاءة والاقتدار.