ما إن سمعت بفوز مدينة دبي بلقب عاصمة الإعلام العربي، حتى بدأ شريط الذكريات يعود إلى البدايات الأولى، عندما افتتح المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ـ رحمه الله ـ ستوديوهات تلفزيون دبي في العام 1974، ليبدأ بعدها العمل على إنتاج المسلسلات العربية والتراثية وغيرها بالفصحى. فكانت دبي هي الحاضنة الخليجية الأولى لمئات الأعمال الدرامية العربية الشهيرة التي لعب بطولتها نجوم كثر، مثل عماد حمدي ومحمود مرسي وزوزو نبيل وزهرة العلا، والعشرات غيرهم حتى أن بعض النجوم انطلقوا درامياً من دبي مثل عزّت العلايلي الذي لعب بطولة مسلسل (اللص والكلاب) وهو أول مسلسل له. واستمر تلفزيون دبي بالتوسع عربياً طوال مسيرته، وكان الأول الذي يغطي بثه الكرة الأرضية كلها، حيث تفرعت منه قنوات وإذاعات أخرى متخصصة جعلته دائماً في موقع الريادة العربية. ولا يزال قطاع الإذاعة والتلفزيون في دبي يقف في مصاف المراكز الأولى بين التلفزيونات العربية، حيث يتولى المخرج المبدع أحمد المنصوري قيادة هذا القطاع.
اللحظة الفارقة الثانية هي صدور جريدة «البيان» من دبي في 10 مايو 1980، لتكون منصة إعلامية عربية شاملة تستقطب خيرة الأقلام الإعلامية من كل الوطن العربي، وكانت تلك إضافة تكاملية لمنظومة الإعلام في دبي ودولة الإمارات، حيث أسهمت الجريدة ولا تزال، في بزوغ الكثير من الأصوات العربية المبدعة. ويحسب للجريدة أنها أيضاً أصبحت رافداً محورياً في فضاء الإعلام العربي حيث قدمت الكثير من المبادرات النوعية من بينها (كتاب البيان) والملاحق النوعية والمجلات الرديفة في مسيرة نجاح لا تزال مستمرة بوتيرة أعلى مع وجود قطاع كامل للنشر يضم مجموعة من الصحف والمجلات التي يرأس تحريرها مواطنون أكفاء.
بالتوازي، تتكامل هذه القطاعات الإعلامية مع منظومة العمل الحكومي، حيث يتولى المكتب الإعلامي لحكومة دبي بقيادة متميزة من الأستاذة منى المري، توجيه السياسات والنظم ورعاية المبادرات الإعلامية الخلاقة التي تخدم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. ومنها جائزة دبي للصحافة العربية، ومنتدى دبي للإعلام العربي، وما يتفرع منهما من مناشط ومؤتمرات أخرى تمتد إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
تكتمل هذه الدائرة بوجود مدينة دبي للإعلام حاضنة إقليمية لمؤسسات وشركات الإعلام الكبرى في المنطقة، التي توفر بنية تحتية من للإنتاج، وفق أعلى المعايير التنافسية العالمية.