الاحتفاء الصيني الكبير رسمياً وشعبياً بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في زيارته لبكين، يعبر عن التقدير الرفيع لقائد فذ أسهم بدور فعال وكبير في ترسيخ وتعميق علاقات الصداقة بين الإمارات وجمهورية الصين الشعبية، والتي ارتقت لمستوى الشراكة الاستراتيجية انطلاقاً من رؤى مشتركة جمعتهما تجاه العديد من القضايا والمسائل الثنائية والتنموية، وكذلك الإقليمية والدولية.
احتفاء يعبر عن تقدير بلاد المليار ونصف المليار إنسان لقائد بمكانة الشيخ محمد بن زايد ودوره العالمي في دعم تنمية الشعوب، وتقدم وازدهار المجتمعات، وتعزيز السلم والاستقرار العالميين، والتصدي للتطرف والإرهاب.
علاقات تستند إلى إرث المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي نسج من سور الصين العظيم جذور صداقة راسخة تقوم على حكمة تزدهي في أرض حكيم الصين الكبير كونفوشيوس، ووضع لبنات علاقات متميزة وطيدة، تزهو وتزدهر مع احتفائنا بمرور 35 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين، تعزيزاً لروابط وصلات تاريخية على طريق الحرير الذي يحلق اليوم من جديد تحت ظلال مبادرة «الحزام والطريق» التي تحظى بدعم إماراتي مشهود وملموس.
تأتي الزيارة الحالية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لتبني على نتائج زيارته لبكين العام 2015، وما أثمرته زيارة فخامة الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة، لبلادنا يوليو من العام الماضي.
صداقة تترجمها الأرقام والحقائق، أصبحت معها الإمارات الشريك الثاني للاقتصاد الصيني عالمياً، والأول عربياً، حيث تمر أكثر من 60% من تجارة إعادة التصدير الصينية عبر الإمارات إلى ما يزيد على 400 مدينة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحيث يزور الإمارات سنوياً ما لا يقل عن مليون سائح صيني، إلى جانب مئتي ألف صيني يعيشون ويعملون في الدولة، ناهيك عن الاستثمارات المتبادلة بين البلدين الصديقين اللذين تكتسب علاقاتهما وصداقتهما أبعاداً مهمة على الصعيد الثقافي، فقد كان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أول من بادر بإنشاء معهد يحمل اسمه الغالي لتدريس اللغة العربية في جامعة بكين. كما أن رؤية محمد بن زايد تقف وراء التوسع في تدريس اللغة الصينية في مدارسنا، حرصاً على تعزيز التواصل الحضاري والإنساني بين شعبي البلدين، إنها زيارة دولة وزيارة محبة تقطف ثمارها أجيال الغد والمستقبل.