من جدة عروس البحر الأحمر، سجل التاريخ وضع ركيزة جديدة وآفاقاً رحبة للعلاقات التاريخية بين الشعبين والبلدين الشقيقين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في الاجتماع الأول يوم الأربعاء الماضي لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، وما أسفر عنه من إعلان الرؤية المشتركة للبلدين الشقيقين للتكامل بينهما عبر 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً، ومن خلال «استراتيجية العزم» التي تؤكد عزم أهل العزم على المضي بعلاقاتهما نحو أنموذج متفرد يعد اليوم صورة مشرقة وزاهية لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء في البيت الخليجي الواحد. المشاهد التي تابعها الملايين من مدينة جدة، لم تبرز فقط حجم احتفاء الشقيق السعودي بشقيقه الإماراتي، وإنما قوة العزم على تكريس وتعزيز هذا النموذج الراقي للتعاون والتكامل من خلال 44 مشروعاً استراتيجياً انطلاقاً من «استراتيجية العزم» التي عمل عليها 350 مسؤولًا من البلدين يمثلون 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية خلال 12 شهراً. ومن خلال 3 محاور رئيسة، المحور الاقتصادي والمحور البشري والمعرفي والمحور السياسي والأمني والعسكري. وعبر تنفيذ 44 مشروعاً مشتركاً من أصل 175 مشروعاً، وكلها تصب في ذات الاتجاه لتحقيق الهدف الواحد الارتقاء بالروابط والعلاقات ورخاء وازدهار الشعبين والبلدين ودعم منظومة العمل المشترك والخليجي والعربي. لعل ما يميز الإعلان عن الاستراتيجية حرص «أهل العزم» على تحديد سقف زمني لتنفيذ المشاريع، وقد حدد بـ60 شهراً لتعزيز النموذج التكاملي بين البلدين في إطار الاستراتيجية التي ترسم أفقاً جديداً لمستقبل وضاء وأكثر إشراقاً للشباب الذين تفتح أمامهم فرص جديدة في رحاب أقوى اقتصادين عربيين وقوتين الأحدث تسليحاً ويمثلان نسيجاً اجتماعياً واحداً، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد. نموذج مشرق في توجهاته مزدهر بثماره، يعبر عن عزيمة صادقة وقناعة «أهل العزوم القوية» بأن شعبيهما وبلديهما جديران بمكان الصدارة بما يمثلان من قدرات وإمكانات تؤهلهما لهذه المكانة النايفة والخير والازدهار لأبنائهما، وهو قوة دعم للعمل الخليجي والعربي، و باختصار «استراتيجية أهل العزم» ثمرة حكمة ورؤية قادة كبار في عالم لا يعترف إلا بالكبار.