العلاقات المتينة التي رسختها حكومة الإمارات مع جمهورية الصين، وقرار تعليم اللغة الصينية في مدارس الدولة، تفتح الباب واسعاً أمام أدباء الإمارات للاستفادة من هذا التوجه الذي يكتشف القدرات الهائلة للصين باعتبارها قوة ثقافية ينبغي الاتجاه نحوها بقوة.
حيث تعد الصين أكبر سوق في العالم اليوم، وبسبب هيمنة الغرب على الثقافة في العالم، تم تجاهل هذه الدولة العظيمة من ناحية نقل المعرفة وترجمة الكتب وحركة النشر الكبيرة فيها. حيث يعد رواج كتاب واحدٍ في الصين بمثابة نجاح ضخم لأي دار نشر أو أي كاتب. وذلك لأن النمو الاقتصادي خلق طبقة متوسطة مثقفة كبيرة جداً، ونهمة للمعرفة والقراءة في آداب الشعوب كافة. وبحسب إحصائيات حديثة فإن سوق الكتب في الصين تصل إلى نحو 25 مليار دولار أميركي سنوياً. ووفقاً لبيانات الأكاديمية الصينية للصحافة والنشر، فإن 58.4 في المائة من السكان يقرؤون الكتب بانتظام. ويبلغ هذا العدد نحو 812 مليون نسمة. وعلى غرار الإمارات، تسعى الصين إلى زيادة النسبة المئوية للقراء كجزء من جدول أعمال الدولة.
نريد لكتب الإمارات أن تجد طريقها للصين. نريد للناشرين الإماراتيين أن يؤسسوا لبرامج وشراكات نوعية. كانت الصين في السابق، وبسبب توجهاتها الإيديولوجية، تفرض رقابتها على سوق الكتاب، ولكن بعد انتشار المعرفة والإنترنت قررت الحكومة في عام 2001 أن تعمل جميع دور النشر وفقاً لقواعد السوق كمؤسسات تجارية. وهناك حالياً نحو 600 دار نشر في الصين تقدم نحو نصف مليون كتاب سنوياً. كثير منها يحقق مبيعات تفوق المليون نسخة، منها بالطبع كتب أجنبية كثيرة مترجمة من ثقافات الشعوب الأخرى من أوروبا والولايات المتحدة واليابان. وما نتمناه هو أن يجد الكتاب الإماراتي والكتاب العربي أيضاً طريقه إلى هذا الفضاء الرحب الجديد.
بالمقابل نريد أن نبحر عميقاً في ثقافة الصين، نريد أن نقرأ الاتجاهات الحديثة في الشعر الصيني، وما يميزه عن شعر العالم. هذا الشعر المشحون بالحكمة الذي كما الرسومات الصينية، كان يُنحتُ على أكواب وأباريق الشاي، وتزخرف به القصور الإمبراطورية، وكان يستخدم في جميع ظروف الحياة مثل الولادة، والزواج، ولم الشمل، والموت، ووصف الطبيعة والجمال.
قرأت مرة بأن اللغة الصينية هي لغة شعرية بامتياز كونها موجزة وذات طابع تصويري، وأن للشعر مكانته وحضوره في حياة الشعب الصيني. فهل نحن نتشابه في حب الشعر أيضاً؟