يعود «الأبيض» اليوم إلى أجواء البطولة بعد استراحة محارب، وبمعنى أصح يعود باللون «الأخضر»، وليس هذا هو المهم، ولكنه يعود ليدشن مرحلة الجد، حيث التراخي مرفوض وقد يكلف الكثير، وأي تهاون قد تجد نفسك فجأة خارج البطولة، وحيث الارتباك قد يصنع لنا الكثير من المشاكل، لذا لنبدأ البطولة اعتباراً من اليوم، ولتكن هي الخطوة الأولى، ولكن يجب أن نتعامل معها كما لو كانت الأخيرة، ولنتعامل بحذر مع التفاصيل كافة، فهي أشبه بمصيرية بين البقاء والرحيل.
الروح كلمة السر، والتي قد تذلل الكثير من الصعاب، وتنقل المنتخب إلى حالة التوهج المطلوبة، واليوم عندما يواجه منتخبنا نظيره القيرغزستاني في دور الـ16 لمسابقة كأس آسيا، يجب أن تكون الروح القتالية في أوجها، والمعنويات في قمتها، والرغبة في المضي إلى الأمام وتقديم المستوى اللائق والمصحوب بالنتيجة المثالية، هي أشياء قادرة على صناعة ليلة مميزة بالنسبة للجماهير الإماراتية.
هذا المساء هو يوم للوطن ومسؤولية الجميع، بدءاً من لاعبي المنتخب الذين لابد أنهم باتوا أكثر اندماجاً مع أجواء البطولة ويلعبون بتحرر من الضغوط والرهبة التي كانت حاضرة في الدور الأول، وهو يوم الجهاز الفني الذي لابد أنه عكف خلال الأيام الماضية على دراسة الخصم الذي يبدو بالنسبة لنا مجهولاً، ومن حسن الحظ أننا شاهدناه في 3 مباريات خاضها بالبطولة، ولكن مشاهدته شيء ومواجهته والتفوق عليه شيء آخر.
هو يوم الجماهير ولا نقبل أن تكون هناك مقاعد شاغرة في مدينة زايد الرياضية هذه الليلة، هو منتخبكم، وهو الذي تريدون منه أن يحقق أحلامكم وينقلكم ويقفز بكم من مرحلة إلى مرحلة أعلى، وبالتالي فإن مسؤوليتكم كبيرة في التواجد خلف الفريق والشد من أزر اللاعبين والتعامل مع معطيات المباراة وتقلباتها بالشكل الذي يضمن تحقيق الأهداف، وهو يوم للجميع والشعب الإماراتي الذي ينتظر الفرحة من لاعبيه الذين يرتدون الشعار، ويتقلدون بالعلم، وكل الأنظار مصوبة عليهم، ومعها دعوات الأمهات وأماني الأطفال، وعزيمة الرجال، من أجل أمسية فائقة الحسن بديعة الجمال.
المنافس لا يبدو مألوفاً لدينا، وهذا ما يجعله صعباً، ولن تكون المباراة نزهة بالنسبة لنا، ولكنها 90 دقيقة من العطاء المتواصل، والروح القتالية العالية، والفوز ولا شيء غيره حتى نواصل المشوار نحو الأدوار التالية، وحتى يكبر الحلم تدريجياً، ولا حل لنا سوى الفوز ولا شعار لنا إلا النصر، بكل السبل والطرق وبأي الألوان، الأبيض أو الأخضر كلاهما «سيان»، وما يهمنا هو عبور قيرغيزستان.