أسباب كثيرة جداً دفعتني لإطلاق عنوان «المونديال التاريخي» على كأس العالم الروسية، فهي الكأس الأولى التي تقام في أوروبا الشرقية، بعدما كانت الأماكن محصورة على أوروبا الغربية وأميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية والوسطى، وهي قد تكون الكأس الأخيرة بـ32 منتخبا قبل زيادة العدد، وهي الأولى في تاريخ العرب الذي تشارك فيه أربعة منتخبات دفعة واحدة موزعين على ثلاث مجموعات، وهي الثانية بعد كأس العالم 2006 في ألمانيا يوجد منتخبان عربيان ضمن مجموعة واحدة، حيث تلعب الآن السعودية ومصر ضمن المجموعة الأولى، فيما لعبت السعودية وتونس ضمن المجموعة الثامنة في 2006 وتأهل عنها إسبانيا وأوكرانيا. ولعل أهم ما في كأس العالم الروسية، هو أنها ستشهد أول منتخب عربي في التاريخ منذ 1930 يفتتح البطولة بمواجهة البلد المستضيف أمام أكثر من سبعين زعيما ورئيس دولة ورئيس وزراء وقادة وأمراء، ومليارات من البشر عبر شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي التي تبلغ ذروتها في هذه البطولة، بعد أن كان الراديو ثم التلفزيون والصحافة هي الوسائل الوحيدة لمتابعة أخبار كأس العالم، بينما الآن كل من يحمل هاتفاً نقالاً في يده، وموجود في روسيا يصلح أن يكون وكالة أنباء متنقلة يضع متابعيه في قلب الحدث وكواليسه التي قد تخفى حتى على الإعلام نفسه. وهي بلا شك المونديال الأخير للاعبي القرن 21 البرتغالي رونالدو والأرجنتيني ميسي، والاثنان يملكان كل الألقاب التي يحلم بها أي لاعب في التاريخ، ماعدا الكأس العالمية، ولهذا يحظى هذا المونديال أيضاً بمتابعة خاصة للاثنين، وأيضاً يحظى بمتابعة خاصة لنجم عربي استثنائي هو المصري محمد صلاح الذي قد يخلفهما على قمة الأفضل في العالم، وهذا لا ينفي وجود نجوم عرب كبار في المغرب مثل بن عطية وحكيمي وتونس بالمثلوثي وبن مصطفى والساسي وبن يوسف، فيما نفتقد نجمها الكبير يوسف المساكني، والسعودية بالسهلاوي والمولد والفرج والدوسري والمعيوف والبريك. مواعيد المباريات مثالية وليست مثل مباريات أميركا الشمالية أو البرازيل أو شرق آسيا، إما مبكرة جداً أو قبل الفجر بقليل، ولهذا نتوقع صيفاً ساخناً جداً رغم البرودة الروسية التاريخية.