لماذا كل البدايات هكذا.. تبدو وكأنها لم تمر علينا من قبل.. هل لأنه كأس العالم.. تاج الكرة، وأروع ما فيها ومن فيها.. هل لأننا اعتدنا سنوات طويلة أن نكون في صفوف المشاهدين.. من جوهانسبرج إلى برازيليا وريودي جانيرو، وما قبلهما وإلى موسكو ومدن روسيا، يبدو الاستقبال واحداً.. الترقب والأمل، حتى إن لم يكن لنا أحد هناك.. اعتدنا دوماً أن نعلق الأمنيات في فريق، كما هو حالنا هذه المرة، التي تتعلق فيها قلوب كل العرب بأربعة فرسان من هنا، السعودية ومصر والمغرب وتونس. اليوم.. تنطلق كأس العالم، وفي مشهد الافتتاح للمرة الأولى، سيكون هناك طرف عربي هو المنتخب السعودي، الذي سيواجه الروس أصحاب الأرض، في مباراة محفوفة بالأمل، ليست سهلة على الأخضر، لكنها أيضاً ليست مستحيلة. التاريخ يقول إن أصحاب الأرض لا يخسرون المباراة الافتتاحية.. حدث ذلك سبع مرات، كانت الغلبة فيها لأصحاب الأرض أربع مرات، وفرض التعادل نفسه ثلاث مرات، وطوال الفترة من عام 74 وحتى 2002 كانت مباراة الافتتاح مع حامل اللقب، وفيها كانت مفاجأة الكاميرون على الأرجنتين، برأسية أومامبيك عام 90، والسنغال على فرنسا في افتتاح مونديال عام 2002. لم تعد الكرة كما كانت.. باتت تحتمل كل شيء.. هي أكثر منا شوقاً للمفاجآت، ولو حدث وعبرت السعودية محطتها الأولى، لن تكون مفاجأة على الإطلاق، ففي صفوف الأخضر من يستطيعون التصدي لأبناء تشيرتشيسوف المدير الفني للمنتخب الروسي، وبالنظر إلى نتائج الفريقين في المباريات التجريبية قبل كأس العالم، لا يمكن التقليل إطلاقاً من حظوظ وفرص المنتخب السعودي الشقيق، وإن كان من ميزة كبرى للروس، فهي أن البطولة على أرضهم وبين جماهيرهم. تبدو التجربة الألمانية التي خاضها الأخضر قبل أيام من البطولة، والتي خسرها بهدف لهدفين، مقياساً مهماً لما يمتلكه المنتخب السعودي، لا سيما أنها كانت أمام حامل لقب كأس العالم وعلى أرضه وبين جماهيره، واتسم الأداء السعودي بالجرأة والثبات، والتناغم، وكلها عوامل تعزز من حظوظ الأخضر، الذي بإمكانه أن يستثمر خطوته الأولى، ليمضي للأمام في مجموعة مواتية، نأمل أن يكون للعرب نصيب في التأهل عنها، سواء للسعودية أو لمصر أو لهما معاً، فذلك ليس ببعيد. آمل أن يكون الافتتاح «العربي الاستثنائي» لكأس العالم، عنواناً لما يمكن أن يقدمه العرب، والمنتخب السعودي صاحب تجربة ثرية، ويمثل عنواناً جيداً للمنطقة، بخمس مرات في المونديال، تجعل الأحلام قابلة للتفسير، وكفانا ما مضى، فليس مقبولاً أن نظل دوماً ضيوف شرف.. نستحق فعلاً أن تكون لنا كلمة، لأننا لسنا أقل من أحد. كلمة أخيرة: أول الطريق عنوان للرحلة.. ابدأ كما تحب أن تنتهي.. السائرون في درب الأحلام يجب ألا يهابوا شيئاً.