بالأمس بدأت أولى خطوات السباق على طريق تعزيز التجربة البرلمانية الإماراتية مع بدء تسجيل المرشحين لانتخابات الدورة المقبلة للمجلس الوطني الاتحادي، وذلك في المراكز التي حددتها اللجنة الوطنية للانتخابات في مختلف مناطق الدولة للتسجيل الذي يستمر حتى الخميس المقبل، قبل إعلان القائمة النهائية للمرشحين في الثالث من سبتمبر الذي يحل علينا بعد أيام قلائل.
ويوم غد سينطلق البرنامج التدريبي لمتطوعي الانتخابات من خلال ورش تستمر حتى الثاني عشر من سبتمبر، استعداداً للانتخابات المقبلة التي تكتسب أهمية خاصة انطلاقاً مما حظيت به من زخم تجسد في الرعاية السامية من لدن قيادتنا الرشيدة، وبالقرارات التي واكبتها وفي مقدمتها القرار التاريخي برفع نسبة تمثيل المرأة إلى 50%، وكذلك زيادة عدد أعضاء الهيئات والذي يبلغ في هذه الانتخابات 337 ألفاً و738 عضواً مع ما سيترتب عليه من ارتفاع أعداد المرشحين المتوقعين لخوض السباق للوصول للمجلس.
وقد استبقت وزارة شؤون المجلس الوطني الاتحادي واللجنة الوطنية للانتخابات الحدث بتنظيم العديد من الورش والمجالس والمحاضرات للتعريف بقواعد العملية الانتخابية وللتأكيد على ضرورة المشاركة الإيجابية فيها بما يعبر عن تميز التجربة الإماراتية في هذا المجال، خاصة في سماتها وخصوصيتها لجهة النضج والتدرج.
ويلمس أبناء جيلي تطور أداء المجلس منذ أول انعقاد له برئاسة المرحوم ثاني بن عبدالله وحتى يومنا هذا، لتستمر التجربة نحو آفاق رحبة من مجالس قادتنا حفظهم الله وأبوابهم المشرعة أمام المواطنين.
اليوم نعيد تذكير الذين تقدموا للترشيح وهم يستعدون لإطلاق حملاتهم الانتخابية بعد الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين بأن خوض السباق شرف بحد ذاته، ولكنه مسؤولية عظيمة وأمانة جليلة لنقل رأي المواطنين وطرح قضاياهم وكل ما فيه تعزيز هذا الصرح العظيم الذي يضمنا في رحاب «البيت المتوحد».
كما أنه تذكير لكل ناخب بأن صوته أمانة عظيمة لا يمنحه إلا لمن يستحق بعيداً عن أي اعتبارات أخرى، كالصداقة وصلة القربى وغيرها من الاعتبارات التي تجاوزها مجتمع الإمارات بالوعي والإدراك بثقل الأمانة وحجم المسؤولية والتفاعل مع مبادرات قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لتفعيل دور المجلس كما جاء في خطاب التمكين العام 2005.