ماذا نريد من منتخبنا؟ أو ماذا يريدون منه؟ سؤال إجابته حائرة، مع كل خطوة يخطوها المنتخب نحو الصدارة، متجاوزاً منافسيه وحسم نقاطها بأداء لم يرضنا، وفرص سهلة هادرة، وأخطاء كادت أن تكبدنا خسارة محققة، والحمد لله أن دعاء الوالدين يناصر شبابنا، حتى تجاوزنا دور الـ 16.
إلا أن هناك فئة لا يرضيها تجاوز المنتخب منافسيه، ويتربص له بسيل من الانتقادات والنيل منه، وكأنما يتمنى خروجه ليشفي غليله.. هذه الفئة ليست محصورة في فئة محددة، وإنما منتشرة بين بعض الإداريين واللاعبين السابقين أو الإعلاميين، أو آخرين في ساحات ومنابر شبكات التواصل الاجتماعي من المدعين معرفة كل شيء، وفي كل شيء، وهم من الذين لا يعجبهم ولا يسرهم نجاحات غيرهم، رغم أنهم لا ينافسونهم في مجالات عملهم أو يشاركونهم في أرزاقهم.
إلا أن قافلة المنتخب تسير، والأمل يحدوها في بلوغ التهائي، وإن لم يتحقق ذلك، فلا يجب أن نقلل من جهودهم وعطائهم، فالضغوط عليهم كثيرة، والنفسية في المقام الأول، كون البطولة مقامة على أرضنا ووسط جماهيرنا، والحرب النفسية في هذا الجانب وصلت ذروتها، حتى من الفرق التي قبل ذلك مغمورة، ولكن ابتعادها عن الضغوط النفسية، جعل أداءها مقنعاً للبعض بأنها تتفوق علينا.
دعونا نتوحد جميعاً في دعمنا لمنتخبنا في لقائه القادم مع أستراليا البطل السابق، والذي سقط في مباراته الأولى مع منتخب «النشامى»، وبعده خروج المنتخب السعودي أمام اليابان في دور الـ 16، والمفاجآت قد تتوالى في الأيام القادمة، وحتى يوم التتويج.
دعونا من الخطط والتشكيل والتغييرات.. نتركها لأصحاب الشأن، ونتفرغ نحن لشحذ الهمم، والدعوة إلى مؤازرة المنتخب في المتبقي من مبارياته، وندعو الجماهير للمؤازرة مجدداً، فلا يعقل أن يكون عدد الجماهير بما فيها جماهير قيرغيزستان لم يتجاوز 25 ألفاً، في استاد سعته 45 ألفاً ونحن من نطالب منتخبنا بالذهاب بعيداً، ولا نكلف أنفسنا عناء الحضور والتشجيع في الوقت الذي نطالبهم بتحقيق حلمنا بالتتويج.
كلنا مطالبون اليوم بأداء واجبنا تجاه منتخبنا الذي يخوض غمار أكبر وأهم بطولات القارة على أرضنا، ولنا في ولاة أمرنا القدوة في دعم المنتخب، ولا نتذرع بالدعوات، فمن يعي مسؤولياته يبادر، وهذا منتخب الوطن والفرحة ستكون، إن شاء الله، للوطن، ولمن يعيش فيه.