حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس الأول، مباراة منتخبنا الوطني أمام قيرغيزستان، ضمن دور الـ 16 لمسابقة كأس أمم آسيا 2019 التي تستضيفها الدولة، جلس بين الجماهير، وقف يصفق ابتهاجاً بالهدف الذي سجله علي مبخوت، كانت فرحته تلك التي ارتسمت على محياه لا تقدر بثمن، فيالها من لحظات خالدة تتفاعل معها القلوب عندما يحضر الوطن.
عندما يحضر إلى أي مكان، ينثر السعادة والابتهاج في قلوب مواطنيه، هو يمثل لهم شيئاً عظيماً ليس بالإمكان وصفه، فهو الرمز الذي يزيده التواضع شموخاً ورفعة، هو القائد القريب من أبناء شعبه، هو الفخر والكبرياء والمجد، هو العزة والشرف والسؤدد، هو الذي يوجد أينما كان علم الإمارات عالياً شامخاً خفاقاً في كل المحافل، حضر بين المشجعين، وساند معهم، وتفاعل وآزر واحتفل، بوجوده ارتفعت المعنويات، وبحضوره كان الفوز أجمل.
تأهلنا إلى الدور ربع النهائي ولن نتحدث عن الطريقة والأسلوب، ليست نظرية ميكافيلية، ولكن ليس هناك وقت للجدل، فما حققناه هو الخلاصة، وقد أصبحنا رسمياً في دور الثمانية، وكما اتفقنا أن ندعها تمضي كما هي، وننسى قيرغيزستان، وتداعيات تلك المباراة، وما شهدته من فخ تمكن منتخبنا من اجتيازه، والخروج منه، واليوم لا نفكر سوى في «الكنجارو» الذي ينتظرنا، ولنثق بقدرة المعنيين على تهيئة الفريق للمواجهة المرتقبة، فلهم أدوارهم ولنا دورنا.
هناك سلبيات كثيرة خلال المرحلة الماضية، وهذا الشيء الطبيعي في أي مشوار أو مسيرة، ولكن يجب ألا نغفل الجوانب الإيجابية، والتي يجب أن نستثمرها لتكون عوامل مساعدة خلال المرحلة القادمة، والتي ستكون أكثر إثارة وشراسة وصعوبة، وهذا الوضع العادي، فكلما توغلنا أكثر في البطولة كلما كانت المهمة أكثر صعوبة، ولعل الدروس التي استخلصناها في المباريات الأربع الماضية، تساعدنا على التعامل المثالي مع الأدوار القادمة والمخصصة للأقوياء فقط.
ليس الوقت مناسباً للحديث عن سلبيات أو النقاش حول الأداء الذي يقدمه منتخبنا أو الظروف والتقلبات التي صاحبت المباريات، فهناك مدرب وجهازان فني وإداري واتحاد، وهؤلاء عليهم مسؤولية كبيرة في تجهيز الفريق بدنياً وفنياً ونفسياً للمباراة القادمة، كما أن علينا مسؤولية كذلك يجب أن نقوم بها على أتم وجه، وفي عملية تكامل الأدوار ننتظر من الجميع أن يقدموا أفضل ما لديهم، فلا مجال للاتكالية حتى يوم الجمعة، فلكل شخص دور غاية في الأهمية، وليس هناك سبيل للتقصير، فقد دخلنا أجواء المراحل الحاسمة وتقرير المصير.