للمرة الثالثة على التوالي، أتشرف بالمشاركة في مبادرة إماراتية عربية رائدة على مستوى المنطقة وحتى العالم، وهي مبادرة «القيادات العربية الإعلامية الشابة»، التي تحظى بدعم كبير من القيادة الإماراتية، وبهمة من كانت أصغر وزيرة في العالم، معالي شما المزروعي التي تحرص على دعوتي سنوياً، وتشرفني بحضورها كل مرة.
ودائماً أسأل المائة إعلامي وإعلامية المختارين من بين آلاف المتقدمين، والطامحين للتغيير، ولترك البصمة على وسائل الإعلام العربية، دائماً أسألهم عن الطريقة التي يعتقدون أنها الأفضل لكي تكون «قائداً ورائداً ومؤثراً» في محيطك والعالم، ويأتي الجواب من الجميع بقواسم مشتركة، أولها الموهبة، وثانيها التخصص والمهنية، وثالثها «الكاريزما»، ورابعها القدرة على استيعاب ما يريده الجمهور، وإيصاله له بأسلوب يتقبله وليس فرضه أو تلقينه إياه.
فإذا كان الجميع تقريباً يعرفون أسباب النجاح، فلماذا نرى الأصوات النشاز والسباحة ضد التيارات والاستهانة بعقول الجمهور والمتلقين؟
وأعتقد أن الإجابة سهلة وليست معقدة، فمن لا يملك الأدوات الإعلامية الصحيحة، سيخالف حتى يعرف ويشتهر، وسيحاول استخدام الإثارة لنقص في الإعداد والإنتاج، والبعض يسعى وراء فئة دون غيرها من الجمهور، ولهذا يركز عليها دون غيرها، وهناك من يريد بكل بساطة تغطية عيوبه بالتركيز على عيوب الآخرين والنيل منهم، أي تحويل المنصات الإعلامية العامة لتمرير أجندات خاصة، ولهذا تأتي مبادرات مثل «القيادات الإعلامية الشابة» لتصقل مواهب شباب العرب، وتعطيهم فرصة نادرة لزيارة أهم الصروح الإعلامية العربية والعالمية الموجودة في الإمارات، وتمنحهم فرصة الالتقاء بـ «خيرة» إعلاميي وخبراء المهنة، وزيارة أقسام الإعلام في أهم الجامعات، والأهم من كل هذا وذاك تعطيهم الفرصة للالتقاء بزملاء عرب والتواصل والتقارب في زمن «التباعد والاختلاف».
مبادرات مثل هذه تمنحنا الأمل بأن مستقبل الإعلام العربي قد يكون في أيد أمينة، مع شباب يقدرون أن الإعلام مسؤولية وطنية، قبل أن يكون مجداً شخصياً وشهرةً وربما مالاً.