صورة زاهية مثل ريعان الزهور البرية في براري الإمارات، مثل موجات البحر على شطآننا الذهبية، مثل عناقيد النخل ترص بعضها بعضاً، مثل جدائل الغاف تسدل خيوط المحبة على أرض فيحاء، ملأها الآباء المؤسسون من عطر تعبهم، وبذلهم وعطائهم. هكذا تبدو الحملات الانتخابية في وجدان الوطن، وفي أشجان العشاق الذين شدوا الرحال إلى مستقبل واعد، يزخر بخلاخيل الفرح، ويزدهر بأساور الأمل، ويسفر بقلائد الأمنيات الكبيرة. هكذا يبدو الحلم زاهياً في عيون الذين رتبوا هوادج السفر إلى مناطق العشب القشيب، وساروا مكللين بالطموحات، نحو وطن يحتفل بسواعد تآلفت مثل أغصان أشجار نمت فروعها عند ضفاف أنهار الحياة.
هكذا نرى الصفوف ترفد بعضها، وترفل بمشاعر أزهرت، وأثمرت، وأينعت، وأيفعت، وتوسعت أحداقها باتجاه أفق التلاقي عند تطلعات طليعة من أبناء الوطن. هكذا نرى كل هذه الباقات وهي تعبق تراب الوطن، بعبير الإصرار والتصميم على ولوج فجر جديد يشرق بخيوط من حرير الذين وهبوا أنفسهم لأجل أن تكون الإمارات هي الأجمل، وهي الأنبل، وهي الثوب المجلل بأصالة الركبان، وجزالة أقطاب الفكر. هكذا نرى شباباً تأزروا بالطموح، وتآزروا من أجل صناعة رغيف المشاريع المبهرة، ومن أجل إنتاج واقع تؤمه طيور المحبة، وتحمل مسؤولياته على أجنحة القيم الأخلاقية الرائعة. هكذا نرى اليوم الإمارات تحتفل بأيامها الذهبية، وتذهب في مركب التاريخ متوجة بأحلام عشاقها، مكللة بقدرات محبيها، وهم يخفقون بقلوب ملؤها الحب والوفاء والولاء والانتماء إلى أرض أعطت، وفاضت سخاء، ومنحت وما منت، ومدت أشرعة أنصع من قطنة السماء، وأنقى من بياض الموجة. هكذا نرى الحلم يتمشى على تراب الوطن، عطره من فوح التاريخ، ولونه من صفاء المجد، وكلما قلبنا النظر في التضاريس وجدنا أنفسنا أمام مرحلة تؤسس لقادم أكثر براعة وروعة، وأكثر قدرة على مواصلة الرحلة الطويلة. هكذا نرى أنفسنا في مكان الأمان، تترعرع أشجارنا على ضفاف مشاعر تتوهج نوراً، وتبتهج سعادة، ونحن نرقب المشهد المتألق، ونرصد كيف تنمو السنابل في بساتين الوطن، وكيف تتفرع الأغصان في شرايين الزمن، وكيف تتكاتف الجهود، لبناء جدار يصد، ويرد عن الوطن كل ريح، وكل تباريح. هكذا نرى الشعلة تهفهف بألسنة من نور، وتضيء سماءنا بوضوح لا يحتاج إلى تأويل. هكذا نراهم هم الأحبة يتسابقون إلى قمة الجبل، بقلوب تحتضن مصلحة الوطن، قبل كل شيء.