قبل أيام أحيا العالم الذكرى الثامنة عشرة لأسوأ هجوم إرهابي تتعرض له الولايات المتحدة على أراضيها والذي ذهب ضحيته آلاف الأبرياء. وكانت تلك الهجمات الإرهابية شرارة الحرب العالمية على الإرهاب، حيث اتحد العالم في جبهة واحدة للتصدي له.
نعتز في الإمارات بموقعنا وصدارتنا في هذه الجبهة، انطلاقاً من قناعة راسخة ونظرة شاملة ورؤية عميقة بأن الإرهاب لا دين له أو وطن أو جنسية، بل هو خطر يتهدد الوجود الإنساني، وكل ما هو إنساني ويستهدف البشرية قاطبة.
انطلقت الإمارات في هذه المواجهة من عدة منطلقات ومبادرات لا تعتمد فقط على المواجهة العسكرية والأمنية، بل امتدت لتعزيز الوعي وتحصين المجتمعات من الفكر المتطرف، والذي يتخفى خلف شعارات دينية، ويوظف الدين لخدمة أهدافه ومخططاته الإجرامية مع وجود دعاة الفتن والتحريض ومروجي الكراهية الذين يطلون علينا من فضائيات الشر المتعددة والمتنوعة.
كما تصدت الإمارات لأولئك المتاجرين بالدِّين الذين كانوا يستغلون حب الخير فينا، ويجمعون التبرعات لتمويل مراميهم وغاياتهم الإجرامية الدنيئة، وطبقت خطوات وإجراءات عملت على تجفيف منابع الإرهاب واستئصال شأفته.
اليوم ينظر العالم بالكثير من الاحترام والتقدير للجهود الإماراتية التي تتضافر وتتكامل مع كل المساعي العالمية للتصدي للإرهاب، وعدم تمكينه من نسف ما حققته الإنسانية من تقدم ورخاء وازدهار. فالتنظيمات التي ابتليت بها الكثير من مجتمعاتنا العربية والمسلمة لا تنتج سوى القتل وسفك الدماء والتخلف والخراب والدمار، وشوهت ديننا الحنيف أبشع تشويه، هذا الدين الذي قام على الوسطية والاعتدال واحترام معتقدات الآخرين.
في محطة مهمة كهذه المحطة المفصلية من تاريخ البشرية، من المهم التذكير بضرورة مواصلة التصدي للإرهاب ومموليه وداعميه وكل من يؤويه، وذلك مع استمرار معاناة بقاع عدة ومجتمعات حولنا جراء مواصلة المارقين والملتاثين أعمالهم الإرهابية التي تستهدف الآمنين والمستأمنين وتنشر الخراب والدمار. فالموقف المتحد والحازم مطلوب وبقوة.
ذكرى هجمات 11 سبتمبر، مناسبة لتجديد التضامن مع أسر الضحايا، وللتذكير بالتزامنا جميعاً، لنكون معاً في وجه الإرهاب الذي يستهدف وجودنا وكفى.