لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أمس الأول، المشاركين في الدورة الثالثة من برنامج «القيادات الإعلامية العربية الشابة» يجسد ما توليه قيادتنا الحكيمة بقطاعين من أهم القطاعات المنخرطة في التنمية وبناء الأوطان، وهما الشباب والإعلام.
وقد أكد سموه خلال اللقاء، حقيقة لا تنال حقها من الإنصاف في التاريخ عند الحديث عن البناء، وهي تلك المتعلقة بالاستثمار في الإنسان، وهو الجانب الذي أولته الإمارات منذ بواكير التأسيس كل الرعاية والاهتمام، ووظفت لأجله كل الموارد والإمكانيات والطاقات، فقد كانت نظرة المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي الرؤية التي نقطف ثمارها اليوم بوجود كوادر إماراتية على أعلى درجات العلم والتأهيل والقدرات في مختلف مواقع ومفاصل العمل والإنتاج.
وجسد اللقاء الحرص الإماراتي على تبادل التجارب والخبرات لبناء جيل من القيادات الشابة تنهض بمسؤولياتها المستقبلية وفق رؤية عبر عنها سموه لبناء منصات «تخاطب العالم بثقافة العرب وتحمل رسائل الخير والتسامح إلى شعوب الأرض».
غياب هذه الرؤية واختلال البوصلة أتاح الفرصة لتكاثر الأبواق المعادية لتطلعات الشباب العربي الطموح والتواق للانتقال بمجتمعاته نحو غد أكثر استقراراً وازدهاراً. وجعلت تلك الأبواق من الإعلام ميداناً لتأجيج الفتن، وتكريس التناحر وترويج الكراهية بين الشعوب، وقدمت صورة مشوهة ليس عن العرب وحضارتهم فحسب، وإنما كذلك عن ديننا الإسلامي الحنيف، دين المحبة والتعايش واحترام الآخر، وجعلوا من منصاتهم منابر للشر والفتن يستضيفون فيها دعاة الغلو والتحريض على تدمير الدول والمجتمعات، متسربلين بشعارات إسلامية، بينما الإسلام بريء منهم.
برنامج القيادات الإعلامية العربية مبادرة ورسالة إماراتية خالصة تنطلق من أرض المبادرات والتجارب الناجحة والمتميزة، في صورة من صور الاعتناء بالشباب وتمكينهم، كما أنها دعوة لبناء أجيال من القيادات الإعلامية ترتقي برسالة الإعلام وتحرص على إفشاء قيم المحبة والتسامح والتعايش، وفي الوقت ذاته تتمتع بقدرات مهنية رفيعة تنتصر لأخلاقيات المهنة بعيداً عن التعصب والتحزب، والزيف والتزييف.
برنامج القيادات الإعلامية الشابة يستضيف في كل دورة أكثر من مائة شاب وشابة من19 دولة عربية، انطلق برعاية وتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة. وهو يمضي بنجاح دورة تلو أخرى، نحو بناء قدرات إعلامية عربية شابة تعمل على نشر الحقيقة والخير.