كلمات بأحرف من خيوط الحرير، يصيغها محمد بن راشد، ويضعها نبراساً في عقول العشاق، والذين يضعون اسم الإمارات موضع القلب من الجسد. الذين يجدفون، والذين يحرفون، والذين يجرفون، والذين يخرفون، والذين يحملون معاول الهدم والتهشيم، إنما هم يأخذون المعاني الرفيعة، بعيداً عن جملتها الأصلية، ويجنحون بالسفينة إلى أغوار بلا شطآن، ويجمحون إلى مناطق مهجورة، لا تؤمها إلا الوحشة والتوحش.
لقد مرت أيام عصيبة على كل ذي ضمير حي، وهو يشاهد هذا الزبد، وهذا الكمد، وهذا الصهد، وهذا الخراب القيمي يصول ويجول في ضمائر من أودعوا ضمائرهم في مكبّات النفاية، وتسرّبوا في الواقع مثل بقع الزيت، ولوّثوا وجدان الناس ببقايا ونوايا ورزايا، أزهقت روح المحبة التي بناها زايد الخير، والتي أرادها أيقونة تميز الإمارات عن سواها من دول العالم. لقد تمادت بعض النفوس وبالغت، وبلغت حد السيل الجارف
عندما استلَّت رماح البوح المجاني، وتسللت مثل الوباء العضال، وسرّبت أمراضها، وهرّبت الحقائق، وسارت مثل الضواري التائهة، تعيث فساداً، وتمزق قماشة الحرير بأصابع ترسبت تحت أظافرها حثالة ونخالة، والنوايا أسوأ من طوفان شتائي عات.
ما حدث أشبه بصاعقة، شلَّت العقول، وسربلت النفوس، وغلَّلت القلوب، وصارت الساحة الثقافية، مثل صراع ثيران إسبانية، يذهلها اللون الأحمر. واليوم وبعد الرسالة المجللة بحزمة من قيم الإنسان الإماراتي النبيل، أصبح من الوضوح ما يجعل كل من تهور، وكل من تصور، وكل من خارت فيه القريحة، أن يرفع رأسه ليرى ويسمع مدى الضجر الذي أصاب الناس الأوفياء جراء ما ارتكبت يداه من أفعال مشينة يرفضها العقل، ويلفظها الميثاق الوطني، ولا يقبلها كل ذي ضمير حي، يحب الإمارات، وينتمي إلى مفاهيم المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وإلى قيمه وسجاياه وأخلاقه القويمة.
اليوم بات جلياً أمام الجميع، أن الإمارات لم تعد تتحمل تخرصات الكارهين للحياة، ولا تتحمل إرهاصات كل من في قلبه غرض أو مرض، لأن الصورة التي رسمها زايد الخير في القلوب، لا تقبل التشويه، ولا ترضى التسويف، وبصرف النظر عن المبررات والحجج والذرائع، والظروف والادعاءات، فإن السباب والشتائم لا تليق إلا بالسوقيين والحمقى، والإمارات بلد الحب، والتسامح، والتضامن مع الآخر، ولا غير ذلك.