دع ناظريك بين هذه النجود التكنولوجية الخضراء، التي ملأت مؤسساتنا ودوائرنا الحكومية، وتأمل المشهد، ستجد نفسك أمام قناديل تضيء أيامك، وتسفر في كل موقع، وموضع.
نحن اليوم الشعب التكنولوجي الأول، في مجال الاستخدامات التقنية العالية في مختلف المرافق الحكومية.
اليوم الإنسان في الإمارات، بإمكانه أن يحقق مطالب حياته اليومية، وهو يسترخي على أريكة في قلب منزله، وبضغطة زر، ينجز ما يريد من معاملات، ولا يحتاج إلى أكثر من الذكاء الاصطناعي الذي أصبح متاحاً وبثراء وبذخ. لقد زرنا بلاداً، وقطعنا أميالاً، وتعرّفنا على شعوب وقبائل، ولكننا لم نجد يدهش عقولنا، أو يبهرنا.
إن ما تعيشه الإمارات اليوم، هو عصر الحضارات الملهمة، هو زمن الاكتشافات المذهلة، هو أيام الاختراقات الهائلة. اليوم في الإمارات أصبح الإنسان يعيش ترفاً تكنولوجياً، يفيض بذكاء صحراوي لا مثيل له في التاريخ، أصبح الإنسان في سباق مع القفزات التكنولوجية، التي قد لا يستوعبها إلا عقل له مميزات خاصة في تلقي الجديد، وفي التعامل مع هذا الجديد. عندما تتأمل المشهد، تشعر أنك على ظهر قارب عملاق، يعج بوسائل التقنية الحديثة، ويزخر بأدوات العمل الفني من دون منافس.
لقد أصبح الواقع الفني الإماراتي، يتكئ على منظومة تقنية، تفوق بكثير دول استندت على تاريخ طويل من البناء والتشييد، اليوم في الإمارات، يستطيع المرء أن يسدد فواتير استخدامات الماء والكهرباء والاتصالات الهاتفية، كما أنه يستطيع أن يقوم بتجديد مركبته، وتقديم كل ما يلزم من تبعات التجديد، فقط عن طريق الهاتف، ومن غير أن يغادر مكان منزله. وهناك تقنيات، وشبكات تواصل بين الأفراد وبعضهم، وبين الأفراد والمؤسسات، وبين المؤسسات وبعضها، بحيث أصبحنا نجول وسط خيط رفيع، أشبه بخيط الحرير، يربط شرايين المؤسسة الحكومية، ويعقد العزم على تنسيق العلاقة بين المؤسسات والأفراد.
هذه هي رؤية الإمارات في الحاضر، وهذه هي رؤى تتقدم بمنجزات أحدث وأدق، والقافلة تمضي، وهي مكللة بتيجان التألق، مجللة بأوسمة التدفق، مكتسية حلم الأصفياء في عطائها، مكتسبة تطلعات قيادة لا يجف حبرها عن كتابة الآمال، بحروف من دماء زكية تزف أخبار الفرح، وتمنح الآتين سنح التساقي من ماء المكرمات. هذه هي الإمارات التي أضاءت الطريق، بمصابيح العمل الصادق والجاد، تستحق أن يصونها القريب والبعيد، دون أن يخدش سمعتها بما لا يليق بقامتها العالية.